المهرجان والراية الأمازيغية

23 أغسطس 2013
المهرجان والراية الأمازيغية

* سبورناضور : كريم أديب

خلال غناء الفنان “مصطفى ترقاعت” فوق منصّة المهرجان المتوسطي في نسخته الرابعة المنظم حاليًا بمدينة الناظور.. تلقّى الفنان من الجمهور الراية الأمازيغية (وهي المعروفة بألوانها الثلاثة؛ الأزرق والأخضر والأصفر، وحرف “زاي” يتوسّطها باللون الأحمر)، فلم يتردّد “مصطفى” في وضع الراية بكلّ افتخار، وحبًا في انتمائه وهُويّته وأصله فوق كتفيه ليستمرّ في الغناء.. بعدها مُباشرة، انبرى فوق المنصّة من حيث لم يدرِ الجميع ولا حتى فناننا نفسه، شخص صعد من الجهة الخلفية للمنصة، أي من المكان المخصص للساهرين على تنظيم المهرجان، ليضع الراية المغربيّة فوق كتفيْ الفنّان بطريقة حجبت الراية الأمازيغية، ممّا خلّف هذا الموقف العنصري الذي يرمي إلى تأجيج الصراع العربي الأمازيغي من جديد، ناسيًا صاحب الفعل أن المغرب بلد واحد ولا تمييز بين هذا ولا ذاك، (خلّف) موجة من الاستنكار في صفوف المتفرّجين الذين لامسوا في هذا التصرّف استفزازًا واضحا للأمازيغيين الذين لهم الحقّ في الافتخار برؤية رايتهم فوق أكتافِ فنان أمازيغي. 

وكرّرت حليمة عادتها القديمة أثناء غناء الشاب دوزي، بعد أن وضع هو الآخر أولًا الراية الأمازيغية، التي تلقّاها من الجمهور، فوق كتفيه، ليتدخّل الشخص ذاته بسرعة مذهلة، من خلف المنصّة، ليضع على أكتاف فناننا “الدوزي” الراية المغربية، ليس تحقيقا للروح الوطنيّة.. فلو شاء ذلك لوضعها من قبلُ، وليس بعد أن وضع الفنان الراية الأمازيغية فوق كتفيه، وبعد ذلك مباشرة.. بل من أجل حجب الراية الأمازيغية وكأنّ هذه الراية مغضوب عليها، وتشكّل خطرًا على كتفيْ الفنّان، وتُشوّه صورته لدى العموم.. لكن يشاء سلوك الفننين، فيكون “الدوزي” أكثر لباقة وذكاءً، فشدّ الرايتين كلتيهما من طرفيهما بحيث جعلهما واحدة، فوضعهما على عنقه، بحيث مالت الراية الأمازيغية على جانبه، والراية المغربية على الجانب الثاني.. فحقّق بذلك توزنًا في مشهد يوحي بالتعايش السلمي، وقَبول الآخر.. بدل الموقف العنصري الذي تريد الأشباحُ التي تعمل في الظلام خلقها، فتعيد سيناريو الصراع بين الأمازيغيين وغيرهم. 

وما دام السيناريو قد تكرّر مرتين في سهرة واحدة، فلا شك في أن الإدارة اليوم ستعمل، إن استطاعت، أمرين لا ثالث لهما؛ إما أن تأمر “السوكِريتيين” أن يمنعوا الأشخاص الحامليين للراية الأمازيغة من الاقتراب إلى المنصّة قطعًا، تجنّبًا لـ”جريمة” استلام الراية الأمازيغية للفنان لوضعها فوق كتفيه، وإما أن تخصّص شخصًا مُعيّنا بحمل الراية المغربية لتنفيذ مهمة وضعها أوّلا فوق أكتاف الفنّان، قبل أن تلمسَ كتفيه “نجاسة” الراية الأمازيغية.. أعزّكم الله

16

الاخبار العاجلة