مستشفى عمومي رفض استقبالها قبل أن تدفع مقابلا أو ضمانة لولادتها
فيما كانت مدينة الرباط العاصمة غارقة ليلة الجمعة السبت 25 و26 ماي الجاري في أضواء السهرات الباذخة للمهرجان الملكي “موازين”، كانت سيدة تعاني من آلام المخاض تحت جذع شجرة بأحد أكبر شوارع الرباط قبل أن تضع مولودها في الهواء الطلق بعد طردها من مستشفى عمومي لعدم توفرها على مقابل مادي أو ضمانة تسمح لها بالحصول على العناية المستعجلة التي كانت تستدعيها حالتها.
وتعود تفاصيل القصة كما حصل عليها موقع “لكم. كوم” من مصادر من داخل مستشفى الليمون للولادة، وهو مستشفى عمومي يقع بقلب العاصمة الرباط، عندما حضرت سيدتان في ساعة متأخرة من ليلة 25 ماي الجاري إلى قسم المستعجلات بالمستشفى، وكانت إحداهن تعاني من حالة مخاض بين، فتم تسجيل اسمها من قبل إحدى ممرضات المداومة، ولما طلب منهما دفع مقابل مادي أو ضمان مادية لقبول استقبال السيدة التي تعاني من آلام المخاض، لم يكن معهن مقابلا لذلك، فالسيدتان فقيرتان، والسيدة التي تعاني من آلام المخاض مجرد بائعة مناديل، (كلينيكس).
خرجت السيدتان في اتجاه العودة إلى مسكنهن بحي الانبعاث بسلا، لكن بمجرد عبورهن بوابة المستشفى اشتدت آلام المخاض على السيدة الحامل، فساعدتها صديقتها حتى تقدمت خطوات على عشب الحديقة العمومية خلف أسوار الرباط العتيقة، وأسندتها إلى جذع شجرة لتضع مولودها في الهواء الطلق وعلى قارعة شارع “إبن تومرت”، على بعد أمتار فقط من بيت رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بحي الليمون، والذي سبق له أن اصدر تعليماته في مجلس حكومي لفتح أبواب المستشفيات العمومية أمام كل الحالات الاستعجالية وتأجيل المطالبة بآداء المقابل المادي حتى تقديم المساعدة. وصدرت تلك التعليمات على إثر حالات مماثلة لسيدات وضعن مواليدهن قبل عدة أسابيع على أبواب مستشفيات عمومية رفضت استقبالهن بسبب فقرهن، حدث ذلك في شيشاوة وتكرر في قلعة السراغنة.
وحسب نفس المصادر فقد قامت رفيقة الأم بقطع حبل سرة المولود الجديد وهو ذكر، باستعمال مقص حلاقة كان بحوزتها، قبل أن تنتبه إليهما دورية شرطة فاستدعت سيارة اسعاف نقلتها إلى مستشفى الولادة بحي السويسي في الرباط.
إلى ذلك علم الموقع من مصادر من داخل وزارة الصحة، التي يرأسها الحسين الوردي، أنها طلبت تقريرا مكتوبا من الحارس العام الداخلي للمستشفى لتقديمها يوم الإثنين 28 ماي، فيما بادرت النيابة العامة إلى فتح تحقيق في الواقعة التي ستثير الكثير من الجدل.
وسبق لبنكيران أن أكد على ضرورة تمكين كافة المواطنين من ولوج المستشفيات العمومية. وكان بنكيران يعلق على حادث وضع مواطنة مؤخرا لمولودها بالقرب من أحد المراكز الصحية٬ عندما قال أمام المجلس الحكومي “إن أداء الواجبات المادية وتقديم الوثائق الادارية الضرورية قبل الولوج للمستشفى يعد أمرا لازما غير أن عدم توفر هذين العنصرين لا يجب أن يعتبر مانعا لتقديم الرعاية اللازمة٬ وعلى الأقل في حدها الأدنى للمواطنين الراغبين في الاستفادة من الخدمات الصحية.”
يذكر أن المغرب صادق مؤخرا على تعميم نظام الرعاية الطبية (راميد) لفائدة الفئات المعوزة. وتمت المصادقة على هذا النظام التي رصدت له ملايير الدراهم في حفل رسمي كبير أمام الملك وبحضور كبار مسؤولي الدولة وممثلي أحزابها وأعضاء برلمانها ومؤسساتها.