قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المُعيّن إنه يُفضل أن يشتغل مع وزراء شباب إلى جانب آخرين “شيوخ” لهم لخبرة والتجربة، متمنيا ألا تقترح عليه الأحزاب التي ستتحالف مع حزبه “وجوها لا يريدها الشعب”، مبرزا بأن لديه توجه بألا تضم الحكومة التي سيشكلها أكثر من 25 وزيرا وأن تضم أكثر من امرأة لأن المرأة في رأيه كانت دائما عنصرا أساسيا ولم يعد من المقبول ألا تكون حاضرة في كل المحافل والمؤسسات.
وشدد بنكيران الذي حلّ ضيفا على لقاء خاص بثته القناة الأولى ليلة السبت 3 دجنبر 2011 على أنه سيركز في عمله على الوضوح مع المغاربة، وسيجعل من الحكامة الجيدة أولوية لأنها في نظره بالإضافة إلى الديموقراطية إشكاليتات مطروحتان على المغرب اليوم، وأنه سيشتغل بتوازن وأنه لن يقصر في توفير ما يستطيع لضمان الانسجام بين وزراء حكومته.
وأبرز رئيس الحكومة المعين أن المغرب يستحيل أن يرجع إلى الوراء خاصة في مجال الديموقراطية مثنيا على ما اعتبرها نزاهة استحقاقات 25 نونبر والتي كانت سببا في “الارتياح” الذي عبر عنه سفراء عدد من الدول العربية وغيرها في اتصالات هاتفية معه.
وبخصوص سير التحالفات أكد بنكيران في لقاءه مع قناة دار البريهي والذي نشطته فاطمة البرودي إن حزبه لا يمنع على نفسه التحالف إلا مع حزب واحد هو الأصالة والمعاصرة، مبينا أنه أجرى مشاورات مع أحزاب الكتلة المتمثلة في الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية بالترتيب، موضحا أن حزب الاستقلال عبّر له من خلال أمينه العام عباس الفاسي عن استعداده المبدئي للمشاركة في حكومة “العدالة والتنمية” وأن عبد الواحد الراضي أخبره في لقاء معه أن حزب الوردة ليس لديه مشكل في التحالف مع حزب بنكيران وأن ما يمنعه من حسم موقفه من التحالف هو نقاش داخلي حول واقع الحزب ومستقبله في ظل التسيير أو المعارضة، وأعاد بنكيران التصريح بأن لديه رغبة في التحالف مع الاتحاد الاشتراكي لكن إذا لم يتم الأمر فإنه سيحترم قراره.
أما موقف التقدم والاشتراكية من المشاركة في حكومته، فسجل بنكيران أن اللقاء الأولي مع أمينه العام كان يسيرا عبر له فيه نبيل بن عبد الله بأنه مستعد للتحالف معه لكن شريطة أن تشارك أحزاب الكتلة، وأثنى بنكيران على حزب الكتاب معتبرا أنه حزب له تاريخ وبه عظماء قدموا الكثير للوطن.
كما لم يُخفِ رئيس الحكومة المعين أنه اتصل مع محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية وحدد معه لقاء خلال الأسبوع المقبل من أجل التشاور حول موضوع التحالف.
الحريات الفردية كانت حاضرة في لقاء فاطمة البرودي مع عبد الإله بنكيران،حيث أكد الأمين العام لحزب المصباح الحائز على أغلبية مقاعد أول برلمان بعد دستور فاتح يوليوز 2011 بـ 107 مقاعد، أنه لن يتدخل فيها وأنه لن يلجأ إلى سن قوانين إضافية “تضيق على الحريات الفردية” لأنه يحب الحرية آملا ألا يمارس أي مواطن مخالفة في الشارع العام مستشهدا بحديث الرسول “من ابتلي منكم فليستتر”.
وأفصح بنكيران في لقاء مع القناة الأولى والذي بدا له جاء متأخرا، أنه خاطب الملك في لقاء التعيين الثلاثاء الماضي بجلالة الملك تارة وبـ”سيدنا” وبـ”سيدي محمد” تارة أخرى معبرا له عن “عفويته” لأنه يلتقي به لأول مرة، مخبرا أن الملك ارتاح لاسم “سيدي محمد” لأنه اسم سيد الرسل كما قال الملك.
وبدا بنكيران في لقاءه مع التلفزة الرسمية المغربية منشرحا ومرحا كعادته لدرجة أنه انتزع الابتسامة من فاطمة البرودي لمرات عدة، وحكى لها قصته مع ربطة العنق التي قال إنه لا يتقن “ربطها” وأنه لم يضعها إلا في استقبال الملك الراحل الحسن الثاني للجنة التربية والتكوين التي كان عضوا فيها،وفي لقائه الأخير مع الملك محمد السادس، كما حكى بنكيران للبرودي قصصا أخرى من زمن رئاسته لحركة الإصلاح والتجديد وأيام انتخابه أمينا عاما لحزبه وكاد أن يحكي له نكتة لولا حرارة إضاءة التصوير المسلطة عليه.