جثمان المغربي ضحية نقاش “الكان” يوارى الثرى

23 نوفمبر 2014
جثمان المغربي ضحية نقاش “الكان” يوارى الثرى

عرف مطار المنارة بمراكش حضور حشود جماهيرية، أثناء وصول جثمان الشاب المغربي طارق لحميدي الذي تعرض لتصفية جسدية بشعة على يد مهاجر جزائري في مدينة بروكسيل البلجيكية، بسبب نقاش رياضي حول دواعي تأجيل الحكومة المغربية لدورة كأس أمم إفريقيا 2015. قبل أن يتطور النقاش إلى جريمة اهتزت لها ساكنة العاصمة البلجيكية.
وعرف المطار حضورا مكثفا لأهالي الضحية وأصدقائه وجيرانه الذين شيعوه في مقبرة مراكش وسط مراسيم جنائزية أشبه بجنائز مقتل الجنود، حيث تم لف الصندوق بالعلم الوطني، إضافة للحراسة الأمنية القوية التي كانت تتوقع اندلاع مظاهرة قد تزيد من توتر العلاقات المغربية الجزائرية. كما حمل الحاضرون صور الفقيد الذي أقيم له حفل تأبين تم خلالها شجب كل أشكال العنف بين المغاربة والجزائريين. قبل أن يتوجه الموكب الجنائزي صوب مقبرة بلبكار حيث ووري الفقيد الثرى.
وكشفت تقارير التحقيقات الأمنية الأولية التي باشرتها البوليس البلجيكي في مدينة بروكسيل عن ظروف الجريمة وتفاصيلها، إذ تبين أن نقاشا عاديا حول تأجيل “الكان” التي كان مقررا تنظيمها في المغرب قبل مطالبة حكومة الرباط لتأجيلها، بسبب الخوف من تفشي وباء إيبولا بدول إفريقيّة، وقرار الكونفدرالية الإفريقية القاضي بسحب الموعد من المغرب، سرعان ما تطور إلى نية إجرامية تولدت عنها رغبة في الانتقام انتهت بتصفية جسدية.
وحسب رواية أسرة المهاجر المغربي، فإن طارق لحميدي تعرف في الشهر الماضي على مهاجر جزائري في وضعية غير قانونية في إحدى مقاهي العاصمة البلجيكية، وقرر مساعدته باستضافته في بيته إلى حين إيجاد عمل يمكنه من تسوية وضعيته، لكن تبين أن الجزائري الذي يتقاسم مع الضحية حب الكرة، كان متعصبا لمنتخب لبلاده، وظل يصر على أن عدم جاهزية المنتخب المغربي وراء تأجيل استضافة الدورة الإفريقية وأن إيبولا بريء من “تهمة التأجيل”.
وفي ليلة الجريمة حصل نقاش بين الشابين حول الكرة، ميزها الاستفزاز من الجانبين كل يدافع عن أطروحته، وهو ما دفع طارق إلى توقيف جهاز التلفزيون ودعوة ضيفه للنوم، بل إنه أخفى “الريموت كونترول” تحت وسادته منهيا النقاش الكروي. وبعد ساعة عمد الشاب الجزائري إلى استخدام سكين ووجه طعنات لطارق الذي كان نائما، وحين تأكد من مقتل مضيفه شرع في إخفاء معالم الجريمة بوضعها في غرفة مهملة بسرداب العمارة، وأصبح يتحرك بوثائق الضحية ويقضي لياليه في نفس الغرفة التي أصبحت مسرحا للجريمة، كما قام بإيجار الغرفة لأحد المهاجرين ثم شرع في بيع أثاث الشقة في أحد الأسواق الشعبية ببروكسيل مما أثار شكوك مغاربة من أصدقاء طارق، فتم التبليغ عن الحادث لدى المصالح الأمنية للعاصمة البلجيكية، وتعقب الشاب الجزائري انتهى باعتقاله واعترافه باقتراف الجريمة التي اهتز لها الرأي العام بعد تعفن الجثة.
قالت نادية لحميدي شقيقة الضحية، إنها كانت تتصل بشقيقها لكن الجاني هو من كان يرد عليها هاتفيا بعد أن ورث الهاتف المحمول الخاص بطارق، ويقدم لها مبررات اعتبرتها غير منطقية، مما زرع الشك في الوسط الأسري.
وخلافا لما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام البلجيكية، فإن الجاني لم يقم بتقطيع الجثة إلى أشلاء، بل اكتفى بإخفائها في قبو تحت العمارة التي يقطنها مهاجرون مغاربيون.

[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]

unnamed-11

الاخبار العاجلة