تداولت بعض وسائل الإعلام الخاصة والمقربة من السلطة صورة لطفل من حي الكوشة بمدينة تازة وهو يبكي ويستجدي شخص ما لا يظهر في الصورة. وقالت هذه الوسائل إن هذه الصورة مفبركة وهي لطفل فلسطيني من مدينة غزة يستجدي القوات الإسرائيلية التي اعتقلت والده.
وفي صفحتها الرئيسة ليوم 7 فبراير، نشرت إحدى الصحف اليومية صورة الطفل، تحت عنوان “جهات سياسية تستعمل صورا مفبركة لتأجيج الوضع في تازة”، وكتبت أن الصورة تعود إلى “طفل من غزة التقطت سنة 2009 من طرف رئيسة الجمعية الفلسطينية لتطوير المرأة وتنمية الأسرة ومديرة الدائرة التعليمية بها لتوثيق هجوم القوات الإسرائيلية على المدينة”. وقالت إن الاستعمال المغرض للصورة قام بـ “تزييف التعليق على الصورة وقالت الجهات التي تداولتها على نطاق واسع على الانترنيت بأنها لطفل يستغيث من همجية ووحشية التدخل الأمني في تازة”.
لكن المواقع الاجتماعية وبعض المواقع الإلكترونية التي نشرت الصورة قالت إنها لطفل من حي الكوشة بتازة أثناء التدخل العنيف للقوات العمومية لقمع احتجاجات سكان الحي يوم الأربعاء فاتح فبراير.
موقع “لكم. كوم” انتقل إلى حي الكوشة بتازة، والتقى بالطفل ووالده وهو بائع بيض، قال إن قوات الأمن اقتحمت بيته وخربت أثاثه وضربت سيارته، وأفزعت أبنائه. وأخبر الموقع بأن ابنه أصيب بصدمة منذ ذلك اليوم، وأنه اضطر إلى السماح في رهن البيت الذي كان يكتريه في حي الكوشة والانتقال إلى العيش هو وأسرته الصغيرة في “كراج” في حي أكثر فقرا وتهميشا من حي الكوشة، حتى يستعيد طفله توازنه النفسي، لأنه حسب قول والده لم يعد ينم ويخاف كلما سمع كلمة “بوليس” أو “سيمي”. وفي شهادته للموقع يقول الطفل بأنه أصبح يخشى الخروج من بيته نهارا خوفا من البوليس، ويقر بأن عناصر الشرطة اقتحموا بيت أسرته وحطموا أثاته وصعدوا إلى سطح المنزل…