دارت الأيام على «البطل» الرياضي عبد القادر بن جيرا… بالأمس كان يحسب له ألف حساب، مثّل المغرب في تظاهرات دولية وإقليمية، وفاز بألقاب وميداليات، واليوم انقلبت حياته رأسا على عقب، بعد أن تنكر له الجميع، وعجز عن إيجاد سرير للاستشفاء داخل مرفق صحي عمومي. أيامه باتت غارقة في مأساة عصية عن التحمل، أما أبناؤه فوجدوا أنفسهم عاجزين عن التكفل بأبيهم، بعد أن حال قصر ذات اليد عن ضمان الدواء، لمواجهة المرض الذي ينخر جسده العليل.
بعد استفحال مرضه، أدخل إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، غير أنه لم يمكث هناك سوى مدة طويلة، حتى «اُلقي» به خارج المستشفى، بدعوى الأداء قبل العلاج، بعدما عجز أبناؤه عن أداء مبلغ مالي نظير بعض التحليلات والعلاجات التي تلقاها طوال فترة مكوثه بالمستشفى… على إثر ذلك تفاقمت حالته الصحية، ولم يجد بجانبه سوى محسنين تكفلوا بنقله إلى مصحة خاصة، لكن الأطباء تبين لهم أن الداء نال من جسد المريض، وتعفنت رجله أكثر، ما استدعى بترها.
اليوم يعيش عبد القادر جيرا مقعدا على كرسي متحرك. اتصل أبناؤه بالجامعة المغربية للملاكمة ووزارة الصحة للنظر في حالة هذا الرجل الذي أعطى الكثير للرياضة الوطنية، لكن لم يجدوا سوى آذان صماء… «والدي لم ينل حظه من العناية، الكل أدار له ظهره، لكن لن نتخلى عنه نحن أبناؤه»، يقول ابنه بمرارة.
عبد القادر بن جيرا، يعيش محنة مع المرض والإهمال، منذ أكثر من عشرين عاما، منذ أن غادر عمله كمستخدم بإحدى شركات التلحيم، وكسائق سيارة أجرة. حاليا لم يجد عائدا ماليا يستطيع من خلاله ضمان حياة كريمة لأسرته. البطل المغربي السابق، سبق أن تم استقباله من طرف المغفور له الحسن الثاني، قبيل مشاركته في ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 1961، وسبق له أن مثل المغرب في عدة تظاهرات دولية، منها بطولة إفريقيا للملاكمة وألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب العربية، يوجد الآن في وضعية يرثى لها، بعد أن تخلت عنه الجامعة، وأخبرته مؤخرا، عندما راسلها، بأنه أصبح «لديها في عداد المفقودين».
عبد القادر بن جيرا، الذي يوجد في العقد السابع من عمره، سبق له أن حصل على بطولة المغرب ثلاث مرات في الملاكمة في وزن 59 كلغ في بداية الستينيات… بعد عدة سنوات، هاهو اليوم يناشد الضمائر الحية، للوقوف بجانبه ودعمه في ما آل إليه، بعد أن نخر المرض جسده العليل، وأُلقى به المستشفى الجامعي بعيدا، لعجزه عن الأداء