عين على صحوة الرجاء

13 نوفمبر 2013
عين على صحوة الرجاء

بتحقيقه للفوز الرابع تواليا، بعد بداية لم تكن موفقة، اتضح جليا أن فريق الرجاء الرياضي يعيش فترة زاهية، سببها صحوة في الوقت المناسب لكل مكونات الفريق، خاصة اللاعبين، الذين استطاعوا تحقيق 12 نقطة من أربع مباريات أخيرة، واحتلال الصف الثاني، بعد أن كانوا قبل هذه المواجهات الاربع المذكورة يحتلون صفوفا متأخرة.
فما هي أسباب هذه الصحوة، وكيف استطاع الفريق التحول من فريق يعيش أزمة نتائج ، الى فريق يحقق أفضل الارقام؟

 

مدرب محنك صارم:
أكيد أن الرجاء يشرف على فريقها الأول، واحد من أبرز المدربين وطنيا، ولما لا عربيا، بحكم ألقابه وطريقة عمله، وشهادات بعض مقربيه، حيث يتصف الرجل بالكاريزمية، والجدية، ولا يترك أبدا شيئا للصدفة، صحيح أنه و في بعض الاحيان تنهال عليه سهام النقد خاصة عند تحقيق نتائج مخيبة، لكن الرجل يعترف بأخطائه، وصرح أكثر من مرة على أن النتائج الايجابية هي للاعبين، والسلبية هي له، في مشهد واضح لتدبير هذ الرجل العقلاني، الذي يريد تخليص لاعبيه من كل الضغوطات، رغم أن علاقته مع أغلبهم لا تتعدى نطاق العمل، ليستطيع اخراج الرجاء من دوامة الشك، الى مرحلة الثقة بالنفس، في ظرفية توصف  بالخاصة.

 

الكابيتانو أو المايستر:
لا شك أن لكل لاحظ تغييرا نوعيا في سلوك محسن متولي خلال بداية هذا الموسم، لا أحد يناقش مهارة اللاعب، لكن هناك طفرة نوعية في تصرفاته التي أضحت أكثر نضجا وعقلانية، والسبب ـ في اعتقادي المتواضع ـ هي  مسؤولية القيادة التي تحملها، بعد أن أصبح عميدا للفريق منذ رحيل “المنبوذ رقم واحد في الرجاء” أمين الرباطي، ليتضح جليا أن “المُش” كما يلقبه زملاؤه، صار أكثر نضجا، وقاد فريقه لفوزين اثنين في مناسبتين من أربع، واضعا صورة حية للقائد الحقيقي، الذي يشكل العلامة الفارقة في أحلك اللحظات.

 

جماهير وفية:
إذا أردت تحقيق نتائج جيدة، واداء طيب، فعليك اكتساب جمهور كبير وفي يشكل الدعامة الاساسية، ويخلق الفارق وقت الشدة، يكون فعلا اللاعب رقم 12، دون مزايدات أو ما شابه، وهذا المثل يمكن اسقاطه على جماهير الرجاء، التي ظلت تساند فريقها رغم البداية الصعبة، وآزرته في كل المواجهات التي لعبها دون قيد أو شرط، اللهم بعض التصرفات الخارجة عن النطاق الرياضي، والمتعلقة أساسا ببعض المحسوبين على هذه الجماهير، والتي كادت أن تعكر صفو هذه الاحتفالات الجماهيرية في عدد من الناسبات.

 

بنك احتياط وازن:
لاشك أن أي فريق يتوفر على لاعبين احتياطيين وازنين، سيكون أداؤه ثابتا، لأن العناصر التي تجلس في كرسي الاحتياط لا تقل مهاراة وحنكة عن أوولئك الذين يدخلون كرسميين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فحتى المدرب، تكون دائما اختياراته متاحة، عكس البعض، حيث أنه قد يدخل لاعبين هذا الاسبوع، ويغير  اسمين أو ثلاث الاسبوع المقبل، دون أن يتغير أداء المجموعة، والسبب هو بنك الاحتياط المشكل من أسماء لها من الخبرة والحنكة ما يكفي، ولنا في هذا لاسبوع لخير دليل، حين لعب الكونغولي ديو كاندا أول مرة كرمسي، وخلق الفارق، وأظهر أن ما يوجد في النهر لا يوجد في البحر.

 

هي إذن بعض العوامل التي ساعدت الرجاء في صحوتها، وقادتها لتحقيق نتائج ايجابية خلال الاسابيع الاخيرة، وكذلك لبلوغ نهائي الكأس الفضية، وقد يكون للمتتبع رأي آخر، غير أن هذه النقاط المشار اليها سابقا، قد تكون الابرز، لفريق يمثل الوطن بمونديال الاندية بعد أيام معدودات.

الاخبار العاجلة