الأمر لا يتعلق هنا بـ “كريان سنترال”، و لا بدار من دور الصفيح المنتشرة في بلدنا الحبيب، رغم البرامج و المشاريع الرامية الى محاربة السكن الصفيحي، والتي استنزفت خزينة الدولة دون ان تنجح في القضاء على هذه الظاهرة. وحتى لا أطيل عليكم إذا لم تكن هذه الصورة لدار صفيح فهل هي صورة لزريبة أم لحضيرة حيوانات. في الحقيقة والحقيقة مرة هذه المرة، انها ليست صورة لاي منهما بل هي صورة لثانوية إعدادية في بلد الميثاق الوطني للتربية والتكوين، في بلد المخطط الإستعجالي، وفي بلد اصلاح الإصلاح.
تقع ثانوية إكلي الإعدادية بواحة إكلي، وهي واحة بالجنوب الشرقي المغربي، تربوا ساكنتها عن 000 10 نسمة، تنتمي إداريا الى جماعة ملعب الممتدة فوق تراب إقليم الرشيدية.
انفردت ثانوية إكلي بمجموعة من المميزات, فهي أول ثانوية صفيحية بالمغرب. أول ثانوية بدون مختبرات، بدون ملاعب، بدون مساحات خضراء، وبقاعات ترتجف أمام الرياح والظروف المناخية، حتى أن إحداها انهارت بسبب الرياح، و لحسن الحظ أن انهيارها كان في يوم عطلة، وإلا كانت النتائج وخيمة. أمام هذه الظروف فقد قاطع التلاميذ الدروس مع بداية الموسم الدراسي الحالي، ولم يستأنفوا الدراسة إلا بعد أن تلقو وعودا من طرف النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية, ومن طرف عامل صاحب الجلالة بإقليم الرشيدية, بالشروع في بناء ثانوية حقيقية بالواحة إبتداءا من شهر أكتوبر. ولكن مضت الأيام و الشهور ولم تتغير الوضعية، وكأن المسؤولين يصرون على أحقيتهم بعلامات المنافق (… وإذا وعد أخلف), أو أكثر من ذلك فإنهم يصرون على أن أخر همومهم هو تمدرس أولاد الشعب. ومن خلال واقع التعليم بالمغرب, فإنني أرجح الفرضية الثانية. إذ أنه ليس من المعقول أن نجد في بلد يريد الرقي بالتعليم (باعتباره مفتاح التنمية), ثانويات من شاكلة ثانوية إكلي, وأساتذة يعينون ويلتحقون بمقرات عملهم في وسط السنة الدراسية، وحركات انتقالية في أوج الموسم الدراسي, ومناهج دراسية مستوردة لا علاقة لها بالواقع المغربي, حولت المدرسة المغربية إلى حقل للتجارب وأولاد الشعب إلى فئران لها. أمام هذه الوضعية فقد أصبحت المدرسة المغربية، “مدرسة نجاح” من أجل الفشل، مدرسة الشواهد من أجل العطالة، مدرسة لا حول و لا قوة إلا بالله.