تأكدت بنسب كبيرة، نتائج الانتخابات ،التي تم تداولها ساعات بعد إغلاق مكاتب التصويت ،و المتمثلة في تمكن كل من محمد ابركان ،عن حزب الاتحاد الاشتراكي ،و مصطفى المنصوري عن حزب التجمع الوطني للاحرار، و وديع التنملالي ،عن حزب الحركة الشعبية ،و نور الدين البركاني ،عن حزب العدالة و التنمية ،على التوالي، بالمقاعد الأربع المخصصة لإقليم الناظور بالبرلمان، فيما لم ترد اية معلومات حول مدى تمكن حجز الشاب سليمان ازواغ لمقعد خامس للاقليم عن اللائحة الوطنية ، اذ نفى ازواغ في اتصال بناظوريف حولي الساعة الثانية و النصف من فجر السبت ،ان يكون له اي علم بنتائج اللوائح الوطنية .
و هي النتائج التي شلكت بالنسبة لسليمان حوليش ،وكيل لائحة حزل النهضة صفعة قوية ،لم تدور في خلده ابدا ،بعدما بلغ به الامل الى حد التأكيد لمقربيه ،بان مقعده بات محجوزا منذ البداية .بحيث لازال انصاره الى حدود كتابة هذه السطور ، حوالي الرابعة صباحا، تتساؤل عن مدى صحة النتائج المتداولة ،و التي جعلت حوليش يتمركز في المرتبة الخامسة بفارق 600 صوت ،عن غريمة في الصراع عن المرتبة الرابعة ،نور الدين البركاني ،الذي تحصل على 6800 صوت حسب التنائج الاولية دائما ،،فيما اكتفى حويلش ب 6200 صوت فقط ،اذ لم تنفض مجموعة منهم ،من امام باب عمالة الناظور، الا عندما شاهدوا بأم اعينهم موكب حزب العدالة و التنمية ،الذي خرج بعشرات السيارات و اللافتات ،احتفالا باحتلال حزب المصباح للمرتبة الاولى وطنيا ،وفق اخر تصريح لحسن الداودي، أولا، ثم باستعادته للمقعد الخاص بالناظور الذي فقده خلال انتخابات 2007 ثانيا .
و تمكن بالمقابل محمد ابركان من اكتساح هذه الانتخابات بعدد من الاصوان بلغ حوالي 1200 صوت ،متخطيا رئيس مجلس النواب سابقا مصطفى المنصوري ،بينما شكل وديع التنملالي المفاجأة الكبرى بحصده للمقعد الثالث في اول تجربة برلمانية له .
و من خلال استقراء هذه النتائج تبين انها جاءت متعادلة بافرازها لبرلمانيين من الوجوه الجديدة ،و هما التنملالي و البركاني، بينما البرلمانيين الباقيين من الوجوه التقليدية ،التي عمرت بالبرلمان لولايتين او اكثر ،و هما المنصوري و ابركان، تمكنا من الاحتفاظ بمقعديهما لاعتبارات عدة، تكمن اساسا في اكتسابهما لقاعدة شعبية تحكمها مقاربات مختلفة ،اقتنعت بهما من جديد و اعادتهما الى الغرفة الاولى بالبرلمان .
اما بالنسبة للوجهين الجديدين فقد افرزتهما مجموعة من الناخبين، الذين يرغبون في التغيير ،بعدما فطنوا اخيرا ان سابقيهما لم يقدموا ما كان منتظرا منهما .مع ملاحظة بسيطة بالنسبة للبركاني ،الذي استفاد كثيرا من الهالة الكبرى التي حضي بها حزب العدالة و التنمية و النقاشات المستفيضة التي دارت في وسائل الاعلام و الدوائر السياسية، وطنيا و دوليا ،حول اكتساحه لعقول المغاربة ،و امكانيات قيادته للحكومة المقبلة ، هذا بالاضافة الى الحملة الانتخابية الدقيقة و المدروسة بعناية فائقة التي قامت بها الكتابة الاقليمية للحزب باناظور، و التي استطاعت اقناع عدد كبير من الناخبين، الذين منحوا اصواتهم للمصباح عن اقتناع تام ببرنامج الحزب و القيمة المضافة التي سيقدمها للاقليم .و هي العوامل التي لعبت دورا فارقا في ترجيح كفة البركاني و تقويض امال حوليش .
اما المعطى الاهم الذي افرزته نتائج الانتخابات التشريعية بالناظور ،هو الاندحار الكبير الذي تلقاه حزب التراكتور، بعدما جاء في المراتب الدنيا، محتلا الصفوف الثلاثة ما قبل الأخيرة ،بعدد أصوات ضئيل جدا ،زكى بالتالي التكهنات التي صبت كلها في خانة استبعاد عبد السلام بوطيب عن التنافس حول المقاعد الأربع ،و أكدت بما لا يدع مجالا للشك التصريحات الأخيرة لبنكيران ،الأمين العام لحزب العدالة و التنمية ،و التي قال فيها ان الانتخابات الحالية ستعلن عن الموت الإكلينيكي لحزب الأصالة و المعاصرة .