التأهيل إلى كأس إفريقيا ليس مستحيلا المنتخب المحلي واجهة حقيقية للبطولة الوطنية إخترنا اللاعبين الجاهزين أنا وسهيل نتكلم لغة واحدة
عينت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الدولي السابق مصطفى الحداوي كمدرب للمنتخب الوطني للمحليين، بعد أن كان مدربا لمنتخب الشبان.
في هذا الحوار يقف الحداوي عند أهم الرهانات التي ينتظرها الجمهور المغربي أهمها التأهيل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم للمحليين بالسودان وتلميع صورة اللاعب المحلي باعتباره واجهة حقيقيةللمنتوج الوطني، كما يقودنا الحوار إلى الإستعدادات الخاصة للمحليين والبرنامج العام الذي وضعه قبل ملاقاة المنتخب التونسي، وبالمناسبة يدعو مصطفى الحداوي الجميع إلى دعم العناصر الوطنية وتحفيزها حتى تكون في المستوى المطلوب وتحقق التأهيل الذي يجب أن يكون هذه المرة عن جدارة وإستحقاق بأداء جيد..
كيف تلقيت خبر تعيينك كمدرب للمنتخب الوطني للمحليين؟
ـ الحداوي: بالقدر الذي يحس فيه الإنسان بنوع من الفخر والإعتزاز بالقدر الذي يشعر معه بكثير من المسؤولية التي تنتظره وبالعمل الذي يجب أن نقوم به، صحيح أنا فخور بهذا المنصب الذي هو فوق كل ذلك مسؤولية وطنية تحتم علينا أن نبذل قصارى جهودنا لإعداد المنتخب الوطني للمحليين أحسن إعداد، وبالتالي البحث عن التأهيل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم للمحليين التي تحتضنها السودان عام 2011، خاصة وأن المنتخب الوطني للمحليين يتوفر على تركيبة بشرية مهمة وأجود ما يوجد داخل الأندية، وأشكر بالمناسبة الأخ والصديق محمد سهيل الذي سيتعاون معي في المنتخب المحلي، حيث وضعنا الأسماء المقترحة للدخول في هذا المعسكر الإعدادي، وسنعمل سويا على تهييء العناصر الوطنية من خلال التجربة التي راكمناها كلاعبين وكمؤطرين، هذه مسؤولية وطنية تتطلب العمل بحكمة وإنضباط وأملنا جميعا أن نعيد صورة الكرة الوطنية على الواجهة الإفريقية، خاصة وأننا نتوفر على كل الإمكانيات، وجميع اللاعبين الذين تمت المناداة عليهم يتوفرون على تجربة إفريقية، وهذا ما سيساعدنا علي التهييء الجيد، وزرع الحماس في صفوف اللاعبين، وحتى لا تفوتني الفرصة أود أن أشكر المكتب الجامعي وعلى رأسه السيد علي الفاسي الفهري على الثقة التي وضعها في عبد ربه، وكل أملي أن نكون عند حسن ظن الجمهور المغربي الذي ينتظر منا الشيء الكثير وينتظر كذلك النتائج.. جميع اللاعبين الذين ثم تحديد أسمائهم تحذوهم رغبة كبيرة في التألق والبحث عن الذات خاصة على مستوى الفريق الوطني الأول، وطبعا يبقى الباب مفتوحا لكل اللاعبين الذين يثبتون أحقيتهم بحمل القميص الوطني قبل التاريخ المحدد في حسم اللائحة الإفريقية.. إن شاء الله سنبذل قصارى الجهود لكي يكون لنا منتخبا وطنيا قادرا على العودة إفريقيا.
أنت مسؤول عن منتخب يشكل واجهة كرة القدم الوطنية والصورة الحقيقية للمنتوج الوطني، كيف سيتم تهييء هذا المنتخب؟
ـ الحداوي: بكل تأكيد أن المنتخب المحلي يشكل صورة حقيقية للمنتوج الوطني وللكرة الوطنية، لذلك فإن الأداء العام للأندية في البطولة الوطنية، هو الذي ساعدنا على اختيار نموذج جيد من اللاعبين المؤهلين لحمل قميص المنتخب المحلي الذي أعتبره صورة البلد كرويا، بحيث أن المستوى العام للبطولة يتمثل في أداء اللاعبين الذين يتألقون مع أنديتهم، والكرة المغربية أصبحت بحاجة إلى إقلاع جديد وإلى طي صفحة الأحزان والإحباطات، خاصة في ظل وجود أوراش كبيرة وكثيرة تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وأكيد أنها لو ترجمت إلى أرض الواقع فإنها ستعود بالنفع العميم على الكرة الوطنية، وأكيد مع هذه الأوراش ستعود المنتخبات الوطنية إلى الواجهة الإفريقية.. يجب أن نفتخر بأن لنا تاريخ كبير في كرة القدم ولنا نجوم ولاعبين في المستوى، لذلك يجب علينا جميعا أن نعيد كتابة التاريخ.. لنا كل الإمكانيات للعودة إلى تثبيت وجونا القوي بكفاءتنا، وسنعمل على إعادة المنتخب المحلي للواجهة الحقيقة وتطوير الكرة الوطنية، وسنعمل على تنظيم معسكرات إعدادية بالتنسيق مع لجنة البرمجة التي يرأسها العضو الجامعي أحمد غيبي حتى نتمكن من الإستفادة من عدة معسكرات تمكننا من تهييء اللاعبين وإبقاء جانب الإنسجام والتكامل، نحن نريد منتخبا محليا قويا يشرف الكرة الوطنية بلاعبين مهرة لهم الرغبة في الدفاع والإستماثة من أجل القميص الوطني.. ومن جانبنا كأطر تقنية سنعمل على تقديم الإضافة النوعية على مستوى العمل التقني من أجل أن نكون جاهزين للإقصائىات الإفريقية بشكل جيد، خاصة وأننا سنواجه فريقا تونسيا له أيضا من المقومات ما يجعله قادرا على منافستنا، لذلك سنأخذ كل الأمور بجدية وبانضباط ومسؤولية..
أنت تعرف بأن الفريق الوطني أدى ثمن عدم الإنضباط وعصيان بعض اللاعبين الذين رفضوا كرسي الإحتياط، هل أخذتم كل شيء بعين الإعتبار؟
ـ الحداوي: أولا يجب أن يعرف الجميع بأن قميص المنتخب الوطني يزن ذهبا، ولكل لاعب الشرف في حمله، كل اللاعبين الذين تمت المناداة عليهم هم سواسية، ولا أفضلية فيما بينهم.. سنشتغل في إطار المصلحة العليا للوطن، كما هو الشأن عندما كنا كلاعبين ندافع عن قميص المنتخب الوطني باستماثة.. الإنضباط واجب والإحترام كذلك وكل لاعب عليه أن يحترم زميله، والذي سيلعب كأساسي مثله مثل الذي سيجلس في كرسي الإحتياط، إننا جميعا من أجل تشريف القميص الوطني وإعطائه ما يستحقه من اهتمام وعناية، نريد أن نكون في مستوى الثقة التي منحت لنا ونبرهن على أن لنا إمكانية للعودة سريعا إلى الواجهة، الحمد لله جميع اللاعبين الذين تمت المناداة عليهم لهم وعي كبير بأهمية المرحلة التي تتطلب منا جميعا العمل بوطنية كبيرة ومسؤولية في ظل رغبة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من خلال الرسالة الملكية السامية الموجهة للمناظرة الوطنية للرياضة بوضع دينامية جديدة للرياضة الوطنية وبخاصة كرة القدم، نحن جميعا رهن إشارة وطننا الغالي الذي أعطانا الشيء الكثير وحان الوقت لنرد له الجميل، وأكيد أننا لن نجد مشكلا في التواصل مع اللاعبين وحتى مع الأندية التي أشكرها على دعمها لمسيرة المنتخب المحلي بالسماح للاعبين للمشاركة في المعسكر الإعدادي للمنتخب المحلي.. مارسنا كرة القدم ونعرف جيدا العلاقة التي يجب أن تكون بين المدرب واللاعب وكذلك الخطاب الذي يجب أن يسود بيننا.. حاليا نوجد في مرحلة جد حساسة ويجب معها العمل بجدية وتفاني ووطنية صادقة، نتمنى أن يوفقنا الله لما فيه خير للكرة الوطنية، وبالتالي إعادة البسمة والأفراح للجمهور المغربي التواق إلى رؤية منتخباته الوطنية في قمة الأداء، ويلزمنا الدعم من جميع المكونات وإن شاء الله سنعود بقوة.
كلاعب دولي سابق لك مكانة خاصة في الكرة الوطنية، هل بإمكان أن تكون صورتك حافزا للاعبين الذين تم اختيارهم؟
ـ الحداوي: الحمد لله ما حققته من حب وإحترام من طرف الجمهور جعلني أكون في خدمة وطني وأبذل قصارى جهودي لأحقق الأهداف التي جئت من أجلها وهي تأهيل الفريق الوطني إلى نهائىات كأس إفريقيا للأمم للمحليين التي تستضيفها السودان.. دافعت عن القميص الوطني عندما كنت لاعبا في صفوف المنتخب الوطني من سنة 1982 إلى 1994، ثم في صفوف الرجاء البيضاوي، واحترفت في عدة أندية أوروبية كسبت منها التجربة والخبرة واشتغلت مع عدة مدربين كبار لهم وزنهم وحضورهم الكبير.. والآن جاء الوقت لخدمة وطننا، وننظر للمستقبل دون العودة إلى الوراء، نريد أن ننطلق برؤية جديدة وبرهان جديد وبثقة أخرى، خاصة وأن الكرة المغربية مرت من فترة فراغ ويجب معها حاليا العودة بقوة وإلى الأمجاد، أقولها بكل صراحة نحن قادرون على العودة القوية، شريطة أن نعمل بحب وبإخلاص وتقديس القميص الوطني والإنضباط والإحترام، ما المشكلة إذا وضع لاعب في كرسي الإحتياط ، فنجوم العالم يجلسون كاحتياطيين، يجب أن تكون لنا فلسفة الإحترام وإعطاء الإعتبار للقميص الذي نمثله والذي كافحت أجيال من أجله.. لقد جئنا لهذا الغرض وبثقة من المكتب الجامعي الذي وفر لنا جميع الإمكانيات وإن شاء الله سنكون عند حسن ظن الجميع، وجميع اللاعبين لهم وعي كبير بأهمية المرحلة، ولا أظن بأن أي لاعب الآن من البطولة لا يتطلع إلى حمل قميص المنتخب الوطني الذي يبقى جزء مهم وأساسي في مسيرته الكروية، على هذا الأساس سنبذل قصارى جهودنا حتى يكون المنتخب المحلي في المستوى المطلوب وقادر على أن يضمن التأهيل إن شاء الله إلى نهائىات كأس إفريقيا.
ألا تظن بأن الظرفية صعبة للمرور إلى الأمام ؟
ـ الحداوي: طبعا الظرفية صعبة، إلا أن عامل التفاؤل موجود وأعتبر ما تعرضت له الكرة الوطنية بمثابة حادثة سير.. لي اليقين بأننا سنعود إلى الواجهة وسنمحي صورة الإحباط التي عاشها الجمهور المغربي جراء النتائج التي كان يحققها الفريق الوطني، فعندما إلتقينا باللاعبين أكدنا لهم رغبتنا بصريح العبارة بأننا نريد أن نعطي للجمهور المغربي الإنطباع بأن الكرة المغربية بخير، وكنا صريحين كذلك حول رغبة أي لاعب إذا وجد نفسه غير جاهز فليترك مكانه لزميل آخر، بدون إثارة أي مشاكل…نحن نريد بناء منتخب وطني قوي يشكل كما قلت الواجهة الحقيقية للبطولة الوطنية، وهذه محطة تاريخية لأي لاعب تم إستدعاؤه لكي يبرهن عن مؤهلاته حتى يتمكن الناخب الوطني القادم من إختيار بعضهم للفريق الوطني، إنه واجب وطني وعلينا جميعا أن نقدره، وأشكر اللاعبين صراحة على تفهمهم وإنخراطهم في هذا المشروع الذي يهمنا جميعا، في إطار المصلحة العامة.
كيف ستستعد للمنتخب التونسي، هل هناك برنامج في هذا الصدد؟
ـ الحداوي: طبعا وضعنا برنامجا في هذا الإطار، حيث راسلنا الجامعتين الليبية والجزائرية قصد إجراء مبارتين وديتين معهما قبل منازلة المنتخب التونسي، ونحن ننتظر الجواب علما أننا سنخوض بعض المباريات الودية مع فرق من البطولة الوطنية حتى تكون العناصر الوطنية على أتم الإستعداد.. المنتخب التونسي نعرف قيمته وله بعض اللاعبين الذين خاضوا بعض التجارب الإحترافية ويقوده مدرب له مكانته في الكرة التونسية وهو البنزرتي، يعني أن المهمة لن تكون سهلة.
ألا ترى بأن هناك عاملا إيجابيا، على اعتبار أن المنتخب المحلي سيلعب مباراة الإياب بالمغرب؟
ـ الحداوي: يمكن أن يكون هذا الطرح صحيحا، لكن كرة القدم لا تخضع لأي منطق..لذلك سنذهب إلى تونس من أجل تحقيق نتيجة إيجابية من شأنها أن ترفع من معنويات اللاعبين وتخفزهم على تقديم جيد في مباراة الإياب أمام الجمهور المغربي الذي ينتظر منا الشيء الكثير وأبرزها النتائج.. كما قلت لك سنستعد بما فيه الكفاية لنكون جاهزين وتحقيق التأهيل إلى كأس إفريقيا للمحليين الذي يبقى أبرز هدف لنا في هذه التصفيات، هذا هو أملنا وهذه هي طموحاتنا.
هناك متغيرات جديدة تخص كرة لقدم الوطنية فيما يتعلق بالأوراش وتحويل البطولة إلى بطولة إحترافية، كيف تقرأ هذه الخطوط العريضة؟
ـ الحداوي: أولا يجب أن نفهم جيدا أن أي مشروع جيد فيه أوراش مهمة أكيد سيكون في صالح كرة القدم الوطنية، وأعتفد بأن الأوراش التي قدمها رئىس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري تؤكد بأن هناك نية حسنة لتطوير المنتوج الوطني وتوفير الإمكانيات اللازمة، وهناك إشارات قوية للعمل بجدية كبيرة، بحيث أنه عندما تترجم هذه الأوراش الكبرى على أرض الواقع سيكون لها مفعول كبير وتأثير إيجابي على الممارسة.. لقد حان الوقت للعمل وترتيب البيت الكروي بآليات جديدة وبكفاءات يمكن أن تساهم في الإقلاع الكروي الوطني الذي يدخل ضمن المسلسل التنموي الكبير لبلادنا، لنا كل الآمال إن شاء الله بأن نكون في مستوى التطلعات، فقط يجب إبقاء جانب التفاؤل الذي يشكل بالنبسة لنا المحطة المهمة في تدبير الشأن الكروي في المرحلة الجديدة بوجود أوراش مهمة ومحترفة تعطي للبطولة الوطنية كينونتها وشخصيتها خاصة وأ هذا الموسم أكدت جميع الأندية بلا إستثناء أنها جاهزة لتقديم أفضل العروض..
بوجود محمد سهيل كإطار وطني له مكانته، هل سيشكل قيمة مضافة داخل منظومة المحليين؟
ـ الحداوي: أولا فمحمد سهيل له تجربة كبيرة في التأطير وإطار له مكانته في منظومة الكرة الوطنية، أنا الذي طلبت بأن يساعدني بالنظر لتجربته وخبرته ودرايته، وإن شاء الله سنعمل سويا في إطار المصلحة العامة على إعداد وتهييء منتخب وطني محلي في مستوى التطلعات، وبالتالي سنتحدث أنا وسهيل لغة واحدة لأن لنا طموح كبير في إعطاء صورة حقيقية والتي يجب أن تعطى عن الأطر المغربية ذات الخبرة والكفاءة، وأظن أني إخترت إطارا له حضوره، وجاء الوقت لكي نستفيد من تجربته، وبرغم أنه سيشرف على المنتخب الوطني للشبان إلا أنه يساعدني في هذه المهمة الوطنية.
نريد أن نعرف تفاصيل عقدك مع الجامعة؟
ـ الحداوي: العقد يمتد إلى غاية نهاية 2011، إلا أنه سيبقى ساري المفعول مع الجامعة، خاصة وأن الرئىس علي الفاسي الفهري أخبرني بأن العمل داخل المنتخب المحلي يجب أن يستمر على مستوى المعسكرات والإستعدادات طيلة السنة، وهذا هو المشروع الذي نشتغل عليه حاليا أنا ومحمد سهيل.
ماهي المعايير التي إعتمدتها في إختيار اللاعبين ؟
ـ الحداوي: ليست هناك معايير معنية بقدر ما يوجد شيء إسمه الرغبة في الدفاع عن القميص الوطني وتقديسه وإعطائه الأهمية اللازمة، أن تكون لنا غيرة وطنية، وأن يعرف كل لاعب بأن القميص الذي يحمله هو شرف له لأنه يمثل المغاربة جميعا، وبرغم أننا هيأنا اللائحة إلا أن الباب كما قلت سيبقى مفتوحا لمن أثبت أحقيته بحمل قميص المنتخب الوطني.