سبورناظور: العمق الرياضي
يسعى المغرب لاستغلال تنظيم نهائيات كأس العالم سنة 2030 بصفة مشتركة مع كل من إسبانيا والبرتغال، لتطوير بنيته التحتية سواء الرياضية أو تلك المرتبطة بالنقل والفندقة والخدمات العمومية.
فعلى المستوى الرياضي، تعتزم المملكة تشييد ملعب كبير في بنسليمان ضواحي للدارالبيضاء، بكلفة تناهز 5 مليارات درهم، فيما سيُعاد تأهيل ستة ملاعب أخرى في الدار البيضاء والرباط ومراكش وفاس وأكادير وطنجة، لتكون جاهزة لاحتضان بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وستتم الأشغال على مرحلتين على أن تنتهي العام 2028، بميزانية إجمالية تراوح بين 14 و15,5 مليار درهم.
ووفق دراسة لشركة التمويل “سوجيكابيتال”، فمن المتوقع أن تبلغ تكاليف التنظيم بالنسبة للمغرب حوالي 52 مليار درهم، معتبرة أن الميزانية العامة للدولة يمكن أن تتحمّلها، مع توقع اللجوء إلى دعم من الخارج في حدود مليار دولار.
ووفق المصدر ذاته، ففضلا عن الملاعب ومراكز التدريب، تشمل الاستثمارات المرتقبة بالأساس تقوية شبكة المواصلات والفنادق والاتصالات الرقمية، خصوصاً التحوّل لخدمات الجيل الخامس، مضيفة أن هذا الأمر من شأنه تحقيق انتعاشة قوية على الأمدين القريب والمتوسط، في قطاعات البناء والمصارف والسياحة.
وتشير تقديرات “سوجيكابيتال”، إلى أن عائدات السياحة لعام 2030 سوف تقارب 120 مليار درهم، علماً أن المملكة سجّلت عائدات “قياسية” خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، بحوالي 71 مليار درهم، وفق وزارة السياحة، كما يفترض كذلك الاستثمار في المرافق الصحية، التي يعاني فيها المغرب خصوصا، حسب المصدر ذاته.
كما يصادف مونديال 2030 تحديا أكبر للمملكة، يتمثل في طموحها لتحقيق معدل نمو 6 في المائة سنويا في أفق العام 2035، كحد أدنى لتجاوز معضلة التفاوتات الاجتماعية والمجالية الحادة في البلاد.
ويأمل المغرب، وفق المصدر ذاته، في قلب معادلة الاستثمار الذي تتحمل الدولة حاليا ثلثي أعبائه، باستقطاب الرساميل الخصوصية المحلية والدولية “شريطة أن يتمتع مسار التنمية المقترح بالمصداقية.
ثورة في البنية التحتية والمنشآت الرياضية
أكدت صحيفة “العرب” اللندنية أن “تعزيز وتطوير البنية التحتية يعتبر أساسا لصناعة النجاح لذلك يخطط المغرب لثورة في هذا القطاع يعزز من خلالها الإنجازات السابقة للحدث الكروي، من خلال العمل على تطوير الناقل الجوي الوطني وتعزيز قدراته وأسطوله والبنى التحتية ذات الصلة والمنشآت الرياضية التي من المقرر أن تستضيف عددا من مباريات المونديال”.
وأضافت الصحيفة ذاتها، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن “الحدث يبدو كبيرا والرهان على النجاح التنظيمي يبدو أكبر، لكن المغرب اعتاد على التعاطي مع فعاليات دولية كبيرة باقتدار أمنيا ولوجستيا وتنظيميا واكتسب خبرة وثقة عالمية عالية”.
و”تتحرك السلطات المغربية، يضيف التقرير، على أكثر من جبهة تفاعلا وانسجاما مع التوجيهات الملكية ومع رؤية استشرافية وتخطيط محكم أرسى دعائمها الملك محمد السادس ضمن تحولات ضخمة تشهدها المملكة على أكثر من صعيد بما فيها قطاع الرياضة”.
وأبرزت الصحيفة أن كل “التوقعات تشير أن استضافة المغرب لأمم افريقيا 2025 ومونديال 2030 ستحدث نقلة نوعية من شأنها أن تعزز رصيد المملكة كأحد أهم الوجهات الآمنة للاستثمار والسياحة وبما يؤسس مبكرا لأطر عمل واثق ووازن وإجراءات عملية ملائمة تشريعيا وأمنيا ولوجستيا”.
و”تدرك السلطات المغربية أن تعزيز وتطوير البنية التحتية بشكل يتلاءم مع الحدثين هو مفتاح النجاح لذلك تعمل على أكثر من محور لتحقيق الأهداف استنادا للرؤية الملكية التي رسمت الخطوط العريضة وعناوين المرحلة الحالية والقادمة”، يضيف التقرير.
كما أبرز التقرير ذاته أنه “يجري التركيز الآن على توسعة عدة مطارات يتقدمها مطار الدار البيضاء الذي من المتوقع أن يصبح أكبر مطار في إفريقيا، بينما تتضمن خطة التطوير بلوغ عدد مقاعد الناقل الجوي بعد تعزيز الأسطول بعشرات الطائرات الجديدة، 38 مليون مقعد صعودا من 13 مليون حاليا”.
كما يخطط المغرب، حسب الصحيفة، لبناء محطة جوية جديدة في مطار الدار البيضاء بسعة 13 مليون مسافر سنويا، وبذلك سترتفع سعة المطار إلى 30 مليون مسافر سنويا ارتفاعا من 28 مليون مسافر حاليا، ما يؤهله للتحول إلى أكبر مطار في إفريقيا.
كما سيتم بناء محطة جوية في مطار طنجة وأخرى في مطار مراكش ضمن أشغال التوسعة الشاملة، لتصح طاقة الاستيعاب الإجمالية لعدد من المطارات المغربية بحلول موعد مونديال 2030 نحو 60 مليون مسافر، وتشير هذه الخطة، حسب الصحيفة، إلى تحول ضخم في البنية التحتية للمطارات المغربية وللناقل الجوي الوطني وهو ما يعطي دفعة قوية لبرامج التنمية في المملكة.
وإضافة إلى ذلك، قالت صحيفة “العرب” إن” فوز فوز المغرب واسبانيا والبرتغال بتنظيم مونديال 2030 حرك مشروع الربط القاري عبر نفق بحري بين الدار البيضاء ومدريد بما يشمل خط لسكك الحديد قبل فترة من انطلاق كاس العالم لكرة القدم”.
وسيكون هذا المشروع أحد المشاريع الضخمة في العالم ويتيح في المدى المنظور لكل من المغرب واسبانيا عائدات ضخمة.
وإلى جانب الثورة المتوقعة في البنية التحتية للنقل، يعمل المغرب على تطوير المنشآت الرياضية وتعزيزها بملعب جديد هو ملعب بنسليمان قرب الدار البيضاء والذي من المتوقع أن يكون من أكبر وأهم المنشآت والطرازات الرياضية في العالم.
وبالنسبة لبقية الملاعب التي من المقرر أن تستضيف عدة مباريات، لن تكون هناك أشغال بناء كبيرة بل تهيئة وتوسعة وفقا للمعايير الدولية، فيما سيتم بالنسبة لملعب الرباط استقدام الأجزاء والمدرجات والسقف وغيرها جاهزة وتركيبها وهي تقنية متطورة أصبحت معظم دول العالم تعتمد عليها في مثل هذه الأحداث الكروية مثلما فعلت قطر خلال استضافتها فعاليات مونديال 2022.