يوسف سحراوي.. ابن أنوال الذي يكتب اسمه في سجل الفن الأمازيغي

منذ 3 ساعات
يوسف سحراوي.. ابن أنوال الذي يكتب اسمه في سجل الفن الأمازيغي

سبورناظور : عماد الذهبي

في ريف المغرب، حيث تختلط الجبال بالبحر وتتنفس الأرض تاريخًا من المقاومة والإبداع، برزت موهبة شابة تسعى إلى حمل المشعل الفني الأمازيغي بخطوات واثقة. إنه يوسف سحراوي، الممثل الريفي المولود سنة 2001 في بلدة أنوال التابعة لقبيلة بن وليشك بإقليم الدريوش، والذي بدأ يخط اسمه في دروب الدراما المغربية منذ سنوات قليلة، لكنه استطاع أن يلفت الأنظار سريعًا.

منذ طفولته، كان يوسف مولعًا بعالم التمثيل، يجد في مشاهده على الشاشة نافذةً على عوالم أخرى، ويطمح أن يكون جزءًا منها. ومع مرور الوقت، تحولت تلك الرغبة إلى مسار حقيقي، فتجسد حلمه سنة 2024 من خلال مشاركته الأولى في تيلفيلم من إنتاج “ثزيري بروديكسيو” تحت إخراج محمد بوزكو. هناك، في شخصية “الحلاق”، اكتشف سحراوي صعوبة الميدان، لكنه أيضًا لمس لذة الوقوف أمام الكاميرا، وإحساس الانتماء لعالم الفن.

لم يكتف بهذه التجربة، بل استثمرها ليطور نفسه أكثر. ففي سنة 2025، خطا خطوة جديدة عبر مشاركته في سيتكوم من إخراج وسام بوزكو، مؤديًا دور “الرجل الأنيق”. تجربة الكوميديا كشفت جانبًا آخر من قدراته، وأظهرت مرونته في الانتقال بين الأدوار الجادة والخفيفة.

العمل الأبرز الذي عزز صورته كممثل واعد كان المسلسل الأمازيغي “أفذار” (الجزء الثاني)، من إنتاج “يان بروديكسيو” وإخراج حميد زيان. يوسف يعتبر هذا الدور محطة فارقة في مساره، إذ مكّنه من الوصول إلى جمهور أوسع، ومن التعامل مع شخصيات مركبة تتطلب حضورًا قويًا وصدقًا في الأداء.

خارج الكاميرا، يبدو يوسف شابًا بسيطًا، يحمل الكثير من الطموح والإصرار. يؤكد في حديثه أن هدفه ليس الشهرة بقدر ما هو المساهمة في الارتقاء بالفن الأمازيغي وجعله حاضرًا بقوة في الدراما الوطنية. يرى أن الريف يزخر بكفاءات فنية قادرة على تقديم أعمال ذات جودة عالية، ويؤمن بأن الانفتاح على تجارب جديدة مع الحفاظ على الجذور هو مفتاح نجاح الفن الأمازيغي مستقبلاً.

اليوم، يمثل يوسف سحراوي صوت جيل جديد من الفنانين الريفيين، جيل يجمع بين الشغف والإصرار، ويضع الهوية الأمازيغية في قلب أعماله. خطواته المتسارعة توحي بأن مسيرته لن تتوقف عند الأدوار التي جسدها حتى الآن، بل ستفتح أمامه أبوابًا جديدة قد تجعله من أبرز وجوه الدراما المغربية في السنوات القادمة.

 

الاخبار العاجلة