مصطفى الصالحي
نظم نادي الشريف محمد امزيان للثقافة و الرياضة أمسية ثقافية ،اليوم الجمعة 2 دجنبر الجاري، بإحدى قاعات المؤسسة ،حضرتها عشرات التلميذات و التلاميذ ،و ضيوف من خارج المؤسسة ، و قام بتأطيرها المخرج المسرحي المخضرم نور الدين العمراني .
و قد تمحور هذا النشاط ،الذي يعد الأول من نوعه للنادي بعد تأسيسه مند اقل من شهر، حول عرض فيلم وثاقي ،تضمن جردا لأهم محطات حياة الأسطورة، المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي، الذي لا زال جثمانه بثرى مصر إلى يومنا هذا، رغم العهود الجديدة التي توالت على تاريخ المغرب ،منها العهد الحالي الذي عرف نوعا من الانفراج على مستوى حقوق الإنسان و الديمقراطية ، غير أن انه يبدو أن كل ما يرتبط بالريف و برجالاته لا زال يشكل نوعا من الفوبيا لدى دوائر صناعة القرار بمغرب الدستور الجديد .
و بالنظر الى القيمة الكبرى التي يشكلها الزعيم مولاي موحند لدى كافة شرائح المجتمع، فقد صاحب عرض هذا الشريط تفاعل كبير من قبل الحاضرين، سيما التلميذات و التلاميذ الذي كانت فرصتهم سانحة لمشاهدة العديد من الأماكن التي كانت مسرحا لبطولات الخطابي ،التي انهتها القنابل الكيماوية و الغزات السامة ،التي أمطرت بها الآلة الحربية الاسبانية كافة مناطق الريف ليقرر الاستسلام ، استسلام الرجال الذين رهنوا حياتهم لخدمة الوطن بالسلاح او بالمواقف الرجولية العظيمة ،على غرار موقف إنهائه للحرب حماية لأرواح المواطنين الذين سحقتهم الغازات الكيماوية ، راهنا نفسه للمجهول، قبل أن يكتب له العلي القدير أن يدفن في ارض إسلامية معززا، لكنه لازال غير مكرم ،طالما أن جثمانه لازال بعيدا عن مسقط رأسه اجدير ،تلك البلدة العظيمة التي أنجبت بطلا عالميا عظيما ذاع صيته و لا زال في العالم اجمع ،باعتباره مبدع حرب العصابات ،قبل أن يتلقفها « ماو تسي تونغ » و يستخدمها كخطة حربية لاسترجاع الاستقلال .
و بعد الانتهاء من مشاهدة الشريط، قدم المخرج المسرحي نور الدين العمراني لأعضاء النادي درسا تكوينيا حول كيفية انجاز شريط وثائقي ، من حيث تقنياته و أبجدياته الأساسية، و القيمة الكبرى التي يشكلها الانخراط في مثل هذه الأنشطة الفنية التثقيفية، التي تم تهميشها بشكل كبير ، وحثهم بالمناسبة على التعاطي الايجابي للفن، لكونه يلعب دورا أساسيا في صناعة شخصية التلميذ ،الذي يمر من مرحلة عمرية حساسة سواء طفولة ازو مراهقة ،لذا فالضرورة ،حسب العمراني ،تبقى ملحة لتهذيب النفس و تقويتها و تحصينها تحصينا جيدا ،من اجل الانطلاق الحقيقي في الحياة ،و أضاف العمراني ،مخاطبا تلامذة النادي،بأن الفن كيفما كان نوعه سواء مسرحا أو سينما أو رسما أو غير ذلك ،يحتاج إلى التعاطي الجدي و الإيمان بقيمته الرفيعة ، و عدم النظر إليه و كأنه من قبيل الكماليات التي لا طائل منها، مشددا على أن الفن بات ضروريا في حياة الإنسان في مختلف مراحله العمرية بما له من تأثير ايجابي على الحياة .