في الوقت الذي كان من الواجب فيه على سعيد زارو، المدير العام لوكالة تهيئة موقع مارتشيكا ،ان يعمم شروحاته حول تصميم التهيئة الجديد الذي رأى النور مؤخرا على كافة المواطنين ،الذين أصابهم الهلع من ما يمكن ان يتضمنه تصميم التهيئة هذا الذي صدر غامضا و ظل كذلك الى يومنا هذا ،من اخبار سيئة قد تعصف بعقاراتهم و ممتلكاتهم التي افنوا زهرة عمرهم في رعايتها .
و في الوقت الذي كان على زارو ان يعمم كلماته المقدسة هذه على كافة المنابر الاعلامية المتواجدة باقليم الناظور، تعميما للخدمة العمومية التي انيطت به مسؤولية تقديمها للمواطنين ، كما هو جار به العمل في المؤسسات الدستورية التي تحترم نفسها ،ارتأى المدير العام المعين بظهير ملكي ان يجمع حوله بعض الوجوه التي تم اختيارها بعناية فائقة ،منهم من لا يجمعه بالصحافة الا الخير و الاحسان و بعض الامور الأخرى الغامضة . فيما تم تهميش منابر اخرى لا سباب بات من اللائق على زار اعلانها للعموم .
جرت العادة ان يتم استدعاء كافة المنابر الصحفية التي تشتغل على مستوى الدائرة الترابية التي يهمها موضوع الندوة ، من اجل ابلاغ المواطنين بما يقوله عاقد الندوة الصحفية ،على اعتبار ان لكل منبر صحفي قراؤه ،غير ان ندوة اليوم كانت استثنائية جدا ،ربما ارضاءا لخواطر اشخاص معينين ،على حساب عامة الشعب التواق لفك طلاسم تصميم التهيئة ،الذي يكاد يبث الفتنة في صفوف الناظوريين ،و دفع باستنفار العشرات منهم لحناجرهم للاحتجاج على شئ لا يعرفونه اصلا ،و لا يقشع فيه حتى التقنيون و المهندسون انفسهم مقدار انملة ، اسمه تصميم التهيئة ،الذي بات بعبعا يؤرق العائلات الناظورية ،و زج بهم في غياهب انتظار المجهول الذي قد يأتي من ورائه .
و ليعلم زارو ان ندوته الصحفية هذه ستمنح الانطباع للمواطن ان المنابر الإعلامية المغيبة لا تهمتم بشؤونه و لا تجتهد لجلب المعلومات التي تهمه ، و هو ما يعتبر في حد ذاته تبخيسا حقيقيا لمجهودات هذه المنابر .
و للقراء الكرام نقول باننا احترمنا المنهجية الصحفية بمهنية تامة ، و كنا نعتقد واهمين ان وكالة مارتشيكا مؤسسة تعلم قواعد اللعبة ، و كنا ننتظر كل يوم اتصالا من هذه الوكالة ،تدعونا فيه لندوة صحفية يعقدها القائم على أمرها، بالنظر الى خطورة الموقف ،و الحساسيتة المفرطة التي يكتسيها مشروع ضخم و ذو حدين ،من قبيل تصميم التهيئة ،الذي قال عنه زارو ذات يوم في ندوة صحفية انه سيغير ملامح محيط موقع بحيرة مارتشيكا ،و هو ما نقلناه بأمانة للمواطنين انذاك ، و بالنظر أيضا الى ان هذا التصميم خلق ما يشبه الفتنة في صفوف المواطنين، في ترقاع و شعالة و اركمان و بوعرك و غيرها من احياء الناظور التي تدخل في اطار النطاق الترابي لعمل الوكالة .
و لم نكن ننتظر قط ان يختار زارو الحديث لمنابر إعلامية بعينها ،حول موضوع يهم كل الناظوريين ، مكسرا بذلك و عن بينة تامة كل التقاليد و الأعراف الصحفية و أخلاقياتها ، مفضلا النظر شزارا لهيجان المواطنين غير المسبوق ،منهم من يتحدث عن الموت في سبيل ارضه و منهم من يطلب راس زارو و منهم من يهدد بالثورة و منهم من يفكر في مسيرة الى الرباط و بالضبط الى القصر الملكي وووو
كل هذه الامور كنا نعتقد من باب السذاجة ان ترغم المدير العام على الجلوس بهدوء مع رجال الصحافة ،ليمنح لهم ما يقدمونه لقرائهم و عبرهم للمواطنين، الذين يعتبرون أنفسهم منذ اليوم « محكورين » و مظلومين، بالرغم من انهم لا يعلمون شيئا عن تصميم التهيئة على الإطلاق .
لذا فعذرا قراءنا الكرام عن عدم افادتكم بما يطبخه زارو لكم ،فليس ذنبنا ابدا ، بل هو اختيار اريد به تدثير هذا الملف لأطول مدة ممكنة ، دون إعارة الاعتبار لكون ذلك من شانه ان يساهم في نضج الفتنة اكثر في قلوب المواطنين ،و بالتالي انتظار اي شئ منهم ،و لهذا و من باب الغيرة على هذه البلاد نقول ان من حق المواطنين كافة دون تمييز ان يعرفوا ما يدبر لهم في الخفاء معرفة تامة لا عتمة فيها ، و نحمل كافة المسؤولية لسعيد زارو عن هذا الإقصاء الإعلامي غير المسبوق ، و الذي سبقه قبله مسؤول وحيد ان لم تخنني الذاكرة وهو رئيس المنطقة الامنية للناظور سابقا محمد جلماد .