اقتحمت قوات الأمن، أول أمس كلا من الحي الجامعي سايس بفاس وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وهو التدخل الذي خلف إصابات واعتقالات في صفوف الطلبة. ففي مدينة فاس، عاش
الحي الجامعي سايس تطويقا أمنيا غير مسبوق، قبل أن يتم اقتحامه لـ«تحرير» 5 موظفين، قالت إدارة الحي الجامعي إن طلابا معتصمين للمطالبة بتوفير السكن قد عمدوا إلى احتجازهم. ونجحت عناصر القوات المساعدة رفقة قوات التدخل السريع في «تعبيد» الطريق أمام مدير الحي الجامعي للعودة إلى مقر عمله، الذي حوله الطلبة، في عز «التصعيد»، إلى فضاء مفتوح للاعتصام والإقامة والمبيت. وتم اعتقال ما يقرب من 15 طالبا على خلفية مواجهات شهدها الحي بين القاطنين ورجال الأمن، عدد منهم تم إخلاء سبيلهم بعد ذلك. ولجأت عناصر القوات العمومية إلى استعمال الهراوات ومطاردة الطلبة عبر دراجات نارية في ساحة الحي الجامعي وفي الأحراش المحيطة به، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 4 أشخاص، فيما عمد بعض الطلاب إلى رشق عناصر القوات العمومية بالحجارة، ما أسفر عن تكسير أسنان رجل أمن. وعمدت إدارة الحي الجامعي، في عز الأزمة، قبل تدخل القوات العمومية، إلى إغلاق المطعم الجامعي، كرد على «احتجاز» موظفيها.
ويعيش الحي الجامعي سايس بمدينة فاس أزمة غير مسبوقة منذ انطلاقة الموسم الدراسي الحالي. فقد اقتحمته القوات العمومية بينما كانت أولى أفواج الطلبة تحل بالعاصمة العلمية لولوج الجامعة، وذلك بعدما عمد طلبة يتحدرون من الأقاليم الجنوبية إلى احتلال غرف الحي، دون اتباع المساطر القانونية المعمول بها. وقررت إدارة الحي الاستعانة بشركة خاصة لحراسة الأبواب الرئيسية. ووجد العشرات من الطلبة أنفسهم مضطرين إلى «استغلال» مسجد الحي في المبيت، بعدما تحولوا إلى طلبة بدون سكن.
وفي القنيطرة، خلف اقتحام القوات العمومية لجامعة ابن طفيل إصابات متفاوتة في صفوف طلبة الجامعة، بعدما قرر بعضهم مقاطعة شاملة للامتحانات النهائية للدورة الخريفية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. وتدخل رجال الأمن بعد تلقيهم إشعارا من رئاسة الجامعة يشير إلى لجوء طلبة غاضبين من فشلهم في ولوج سلك «الماستر» إلى إقفال أبواب كلية الآداب بالسلاسل الحديدية، لمنع باقي الطلاب من المشاركة في الامتحانات المقررة، وهو ما فندته العديد من الفصائل الطلابية التي أكدت دعمها لقرار المقاطعة وتأييدها له، كرد فعل على سياسة التهميش التي تنهجها الإدارة إزاء ملفها المطلبي.
وكشف مصدر طلابي أن هذه المداهمة خلفت اعتقال أحد الطلبة، وسقوط ضحايا في صفوف نشطاء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذين أصيبوا بجروح ورضوض خفيفة، مضيفا أن المصابين فضلوا عدم الانتقال إلى المركب الجهوي الاستشفائي لتفادي إيقافهم من طرف الأمن.
وانتشرت بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنيت أشرطة فيديو تظهر عملية اقتحام الحرم الجامعي من طرف عناصر أجهزة أمنية مختلفة، بزيها الرسمي أو المدني، وقيام قوات مكافحة الشغب بمطاردة عشرات الطلبة، بعدما تقرر الإخلاء الإجباري للفضاء الجامعي.