في أول تقرير لها عن الأحداث التي شهدتها مدينة العيون يومي الخميس فتح والجمعة 2 نوفمبر والتي تزامنت مع زيارة كريستوفر روس للمدينة، سجلت “الجمعية المغربية لحقوق الانسان” أن قوات الأمن استخدمت الرشق بالحجارة بكثافة كما كان بعض أفرادها يحملون أسلحة بيضاء (سكاكين وسيوف) هددوا بواسطتها مواطنين داخل سيارات الشرطة إبان اعتقالهم. وجاء في نفس التقرير الذي توصل موقع “لكم. كوم” بنسخة منه أن السلطات أرغمت المقاهي والمتاجر المتواجدة بالأحياء والشوارع التي تشهد مظاهرات على الإقفال بالقوة.
وأكد التقرير اندلاع مظاهرات عمت أغلب أحياء المدينة رفع خلالها المتظاهرون أعلام جبهة البوليساريو ورددوا خلالها شعارات مطالبة بتقرير المصير. وأضاف التنقرير أن أغلب الأحياء التي شهدت المظاهرات لم تسلم من تدخلات أمنية عنيفة نتج عنها إصابات بليغة في صفوف المواطنين( وقف فرع الجمعية على بعضها أثناء رصده للوقائع ميدانيا )، وقد كانت القوات العمومية الكثيفة ( شرطة –قوات مساعدة – جيش ) التي انتشرت بأغلب أحياء المدينة منذ بعد ظهر يوم الخميس فاتح نوفمبر مزودة بالعصي والهراوات وبعضها كان يحمل الحجارة كما تمت معاينة رجال شرطة بسكاكين وسيوف استخدم بعضها في الهجوم على المواطنين.
ووصف التقرير تدخلات القوات العمومية بالعنف والقسوة ضد المتظاهرين. وقال محررو التقرير إنهم هم أنفسهم للرشق بالحجارة من قبل “مجموعة كبيرة من عناصر الأمن بزي رسمي ومدني يحملون الحجارة والعصي انهالوا علينا بوابل من الحجارة”. كما أكد التقرير تعرض ناشطين حقوقين آخرين للتعنيف من قبل قوات الأمن من بينهم الناشطة الحقوقية أمنتو حيدر والحامد محمود وحمود إكيليد، عندما انهالت عليهم قوات الأمن بالضرب بالعصي على مستوى الظهر في حين قامت عناصر أمنية أخرى برجم الناشط الحقوقي العربي مسعود بالحجارة. وحسب نفس التقرير فقد تعرضت أمنتو حيدر للتهديد من قبل أحد عناصر الشرطة، عندما سقطت أرضا بعد اصابتها بالسلاح الأبيض عبارة عن سكين كان عنصر الشرطة يحملها في يده و حاول ضربها بها إلى أن استلها من يده أحد النشطاء، حسب ما جاء في نفس التقرير.
وطبقا لنفس التقرير فقد تعرضت أمنتو حيدر لهجوم أخر بالعصي وهي داخل سيارتها، توج هذه المرة بتكسير زجاج السيارة وتهديد شقيقاتها بألفاظ نابية وحاطة من الكرامة الإنسانية، على حد تعبير التقرير.
وأضاف التقرير أن قوات الأمن قامت بمحاصرة بيت أمنتو حيدر الذي تم تطويق جميع المنافذ المؤدية إليه بقوات كثيفة تقوم برجم كل سيارة تقترب من محيط المنزل بالحجارة. موضحا أنه “رغم دخول أمنتوحيدر وعائلتها للمنزل ظلت قوات الشرطة تهاجم المنزل وترشقه بالحجارة في حين تعرضت سيارتها للرشق بالحجارة مجددا. ولم تكتفي عناصر الشرطة بالرشق بالحجارة بل حاولت مرارا اقتحام المنزل وقامت بتكسير عدادات الكهرباء وقطع التيار الكهربائي بالحي مما أدى إلى تخوف ورعب ساد المحاصرين داخل المنزل من احتمال اقتحامه بالقوة خصوصا وأن قوات عديدة بدأت تتجه نحو المنزل وقامت برشقه ورشق السيارة مجددا بالحجارة”. وقد استمر هذا الحصار، حسب نفس التقرير من الساعة الخامسة والنصف مساءا إلى الساعة الواحدة صباحا حيث انسحبت بعض القوات المرابطة بالأزقة والشوارع المؤدية لمنزل أمنتوحيدر.
وسجل التقرير أن المظاهرات عمت أغلب أحياء المدينة رغم حدة وعنف التدخل الأمني ورغم تواجد قوات أمنية كثيفة تم استقدامها من عدة مناطق، وهكذا عمت المظاهرات أحياء: معطى – الإنعاش – سكيكيمة – شارع اسمارة – شارع طانطان – النادي الأحمر – العودة – شارع القدس – الراحة – بوركو – كاطالونيا – شارع مزوار .
وطبقا لذلت التقرير فقد “استمرت الاشتباكات بين المتظاهرين والقوات العمومية إلى وقت متأخر من الليل وسجل استخدام الشرطة للحجارة بكثافة حيث كان أفراد الشرطة يعمدون إلى رجم السيارات والمواطنين بالحجارة مما أدى إلى اصابة العديد من المواطنين. كما شهدت العديد من الإحياء مداهمات للمنازل وتعنيف المواطنين بقسوة كإجراءات انتقامية في حين تمت مضايقة أعضاء من الجمعية وتعنيفهم أثناء رصدهم للإنتهاكات التي تطال المواطنين”.