على إثر المشاكل و النكسات الأخيرة التي عاشها فريق اتحاد تمارة احد أندية القسم الوطني الثاني و التي كادت تعصف بالفريق في مهب الريح لولا تضافر جهود مجموعة من الغيورين و المحبين التماريين حيت أنعتق الفريق في آخر دقائق بطولة هذا الموسم , لكن مع ذلك فلازالت هنالك عدة مشاكل خطيرة قد يكون لها عدة انعكاسات سلبية على مسار الفريق و قد تؤدي به إلى الطريق المجهول , لاعبين ينتظرون مستحقات مالية لازلت عالقة في ذمة الفريق قد تفوق ( 30.000 ) درهم , و آخرون مهددون بالطرد من منازلهم لان الفريق لم يسدد بعد واجب الإيجار , لاعب تعرض لكسر خطير لم يكلف المكتب المسير نفس عناء التنقل للاطمئنان عليه لولا تدخل المدرب السيد الجعواني الذي تكلف بالمصاريف… لكل ذلك تشكلت لجنة على وجه الاستعجال يقودها اللاعب الدولي المغربي السابق مراد حديود و البرلماني الشاب عادل تشيكيطو بالإضافة إلى عدد من الوجوه الرياضية و السياسية المعروفة محليا بناء على رغبة الجماهير التي تطالب باستقالة و رحيل هذا المكتب المسير …
التقينا مراد حديود و أيضا عادل تشيكيطو و معهم بعض الفعاليات المحلية , من اجل الاستفسار عن كل الكواليس التي كانت سببا في كل تلك النكسات و الاخفاقات المستمر , فأجاب حديود بصراحته المعهودة و الممزوجة بالحسرة و الألم ان السبب في كل ذلك هو المكتب المسير الذي يضم بين ثناياه أناس لا علاقة لهم بالرياضة , و لا يفهمون و لا حتى يعقلون أبجديات كرة القدم , يسيرون الفريق بطريقة عشوائية , ذلك ما اكتشف مراد من خلال شهر ونصف قضاهما مع الفريق خلال الفترات الأخيرة من البطولة , حيت سجل بكل امتعاض الغياب المستمر لرئيس الفريق , مما سمح بالتداخل و التدخل في الاختصاصات الذي يكسره جل اعضاء المكتب و تطبيقهم لسياسة ( كلها يلغي بلغاه ) ,ملعب في حالة يرثى لها , مراحيض لا داعي لوصفها , لاعبون يعانون في صمت , و مكتب ينتهج معهم سياسة الأذن الصماء , أسباب ربما كان لها بليغ الأثر فيما وصل إليه الفريق من نتائج مخيبة لا تعكس بحق طموحات الجماهير التواقة للفرجة , للمتعة و النتائج الايجابية , مبالغ جد مهمة تغدق ( بالهبل ) دون ان نعرف اي ولا حتى متى صرفت , إذ لا يعقل ان يصادق المكتب المسير على تقرير مالي بأرقامه ضخمة و بالإجماع , وسط تصفيقات الحاضرين و اللاعبون لا يزالون ينتظرون مستحقاتهم العالقة , إذن هنالك خلل لابد من توضيحه , هنا فقط تدخل البرلماني عادل تشكيطو ليوضح مسألة مهمة متسائلا : هل هناك فريق ما في هذا البلد الكريم يتقاضى مكتبه المسير رواتب شهرية ؟ و كيف يفسر قول احد أعضاء هذا المكتب الذي قال بالحرف ( انا صرفت على الفريق من رزق ولادي باش نعتق الفرقة ) , موقف اغضب حديود و الذي لم يفهم مغزى ( نعتق الفرقة ) , لكنني أجيب مراد بان شرح الواضحات من المفضحات , ( و الفاهم يفهم .. ) .
إلى ذلك فقد قام السيد مراد حديود بتوجيه رسالة مستعجلة إلى السيد احمد الميداوي رئيس المجلس الأعلى للحسابات مطالبا إياه بضرورة افتحاص ميزانية الفريق بناء على هذا التناقض الصارخ في المعطيات و الحقائق التي يتخبط فيها الفريق و أيضا بناء على ما يروج في الشارع التماري الذي يتهم المكتب المسير بتبذير المال العام , و الموقف ذاته انتهجه السيد عادل تشيكيطو الذي سيوجه رسالة مماثلة إلى كل من السيد وزير الشباب و الرياضة و أيضا رئيس الجامعة و المطالبان أيضا بضرورة محاسبة المكتب المسير على كل سنتيم يتلقاه كمنحة من الجامعة .
و على اثر ذلك فقد كان لهذه اللجة التي أطلق عليها اسم لجنة الإنقاذ جلسة خاصة مع السيد يونس القاسيمي عامل صاحب الجلالة على عمالة الصخيرات تمارة الذي وعد بإيجاد الحل في غضون الأسبوع المقبل , جواب أثار تخوف حديود لان الوقت الذي يفصلنا عن انطلاق الموسم الكروي المقبل لم يعد يسمح بمزيد من التأخر , خاصة و ان جل الفرق قامت بانتداباتها , و دخلت في تربصات إعدادية , في الوقت الذي لم يتبقى في ترسانة فريق اتحاد تمارة إلا 11 لاعبا بعد رحيل اللاعبين الذين انتهت عقودهم , و أيضا اللاعبين المعارين , فهل تنتظر يتساءل حديود ان يحمل الفريق على نعش فوق الأكتاف إلى قبره ؟
و عليه فان لجنة الإنقاذ تطالب باستقالة المكتب المسير على وجه الاستعجال , و هو أمر محسوم لا رجعة فيه تفاديا لوقوع مشاكل قد لا يحمد عقباها , و في مقابل ذلك فإنها تتعهد بعدم المشاركة في المكتب المسير المقبل , لان هدفها إصلاحي بالدرجة الأولى و ليس نفعي , فهناك أشخاص نزهاء و لهم من الكفاءة الرياضية و الإدارية ما يسمح لهم بتسيير الفريق بشكل احترافي سيعيد للفريق لا محالة بريقه و توهجه , و هناك أيضا برنامج و مخطط استراتيجي متكامل و بدراسة معمقة ( من مدرب و موارد مادية و مدرسة و اطر و تجهيزات …)
و في الخير فقد اختتم مراد حديود كلامه قائلا : ان لا ابحث عن المنصب او الشهرة و لا حتى المال فلو كنت أريد المال لوقعت عقدا بمبلغ مليار و 400 مليون سنتيم لإحدى الأندية الإسرائيلية الذي رفضت اللعب له , فقط لأنني مغربي و مسلم , بل ان هدفنا هو إنقاذ الفريق و إعادته الى بر الأمان , فعهد علينا ألا نتنازل حتى يتحقق ذلك , و بعدها سننسحب لنترك المجال لذوي الاختصاص لقيادة الفريق نحو مستقبل أفضل و في ظروف مريحة , كان بإمكاني ان افعل مثل جل اللاعبين المتقاعدين الذين يتفرغون لحياتهم الشخصية بعيدا عن المشاكل و الضوضاء , غير إنني مدين لهذا الفريق الذي صنع اسم مراد حديود وأسماء أخرى كالعرابي الصحفي بوعبيد بودن و ثلة من الأسماء الوازنة … فلابد ان نعيد له دينه , و دينه ان نعمل جاهدين على إنقاذه و إعادته لسكته الحقيقة …