ذكرت تقارير أن قوات الأمن في الصين احتجزت نحو 300 راهب بوذي من دير في جنوب غرب البلاد زهاء شهر في إطار حملة أعقبت إضرام أحد الرهبان النار في نفسه
احتجاجا على القيود الحكومية على ما يبدو.
وتصاعدت حدة التوتر في منطقة أبا بإقليم سيشوان، التي يوجد بها عدد كبير من المواطنين من أصول تبتية، لأعلى مستوى منذ الاحتجاجات التي جرت في مارس/آذار 2008 وتحولت لأعمال عنف وأخمدتها الشرطة ووحدات أمنية قبل استضافة بكين دورة الألعاب الأولمبية.
وكان راهب بوذي يُدعى فونتسوغ ويبلغ من العمر 21 عاما أحرق نفسه كمظهر من مظاهر الاحتجاج على القيود الحكومية المفروضة.
وقال الزعيم الروحي للتبت الدالاي لاما إن الشرطة الصينية بدلا من أن تطفئ النار المشتعلة عمدت إلى ضرب الراهب مما أثار امتعاضا كبيرا وسط رهبان الدير.
ونقل مواطنان من التبت يعيشان في المنفى وكاتب بارز عن مصادر القول إن رهبانا من دير كيرتي في أبا أُلقي القبض عليهم يوم 21 أبريل/نيسان الماضي ونُقلوا على متن شاحنات عسكرية.
ويأتي احتجاز الرهبان متزامنا مع احتفال الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بمرور ستين عاما على “التحرير السلمي” للتبت ويُظهر مدى الصعوبة التي تواجهها الحكومة لخطب ود شعب التبت في أرجاء البلاد.
وصرح كيرتي رينبوش رئيس الدير –الذي يقيم فيه نحو 2500 راهب- في محادثة هاتفية مع رويترز بأنها المرة الأولى التي تقبض فيها قوات الأمن على هذا العدد الكبير من الرهبان في وقت واحد، وأنه لا يعلم شيئا عن مكانهم.
وأضاف كيرتي رينبوش الموجود في دارامسالا في الهند مقر حكومة التبت في المنفى، أن “حالة القمع تتفاقم”. ويحصل رئيس الدير على معلوماته من خلال شبكة من الأفراد داخل منطقة أبا بالصين.
وأوضح “تشدد القيود المفروضة على الدير والرهبان. إنه وضع خانق بمعنى الكلمة حيث لا يسمح للرهبان بعمل أي شيء”.
ولم يتسن التحقق من روايته بشكل مستقل لأن الحكومة تقيد زيارات الصحفيين الأجانب للمناطق التبتية.
من جهة أخرى، قالت رئيسة وزراء أستراليا جوليا جيلارد إنها لم تعقد العزم بعد على عقد لقاء مع الدالاي لاما الذي سيزور بلادها الشهر المقبل.
وكان رؤساء الوزراء السابقين في أستراليا أثاروا غضب الصين، التي تُعد أهم شريك تجاري لبلادهم، بعقدهم لقاءات غير رسمية مع الدالاي لاما أثناء زياراته السابقة