منذ حصول قطر على شرف إستضافة مونديال 2022، كثر الحديث و معه المشاكل عن عدة أشياء، فتارة نسمع عن الرشاوي المقدمة من بنهمام لأعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا، و تارة أخرى نسمع عن مشكل الحرارة الذي يؤرق أعضاء الاتحاد الدولي، و كل هذه المشاكل و كأن أمر إستضافة قطر للمونديال لم يتم هضمه بعد من طرف المنظومة الكروية العالمية.
في بداية الأمر، كانت تبدو الأمور عادية مع سحب الثقة فقط من بنهمام، الذي تم إيقافه عام 2011 عن مزاولة نشاطاته التسييرية، بدعوى أنه أقام حفلات جنونية مصحوبة بهبات مالية لأعضاء من الفيفا، خلال الحملة الترويجية لإستضافة قطر للمونديال، ساهمت في تصويتهم لصالح هذه الدويلة الصغيرة.
لكن الأمور بدأت تتطور الآن بشكل مخيف بالنسبة لآمال القطريين، حيث أثبتت صحف ابريطانيا وجود وثائق تدل على تقديم بنهمام لرشاوي تعد بملايين الدولارات و خصوصا للأعضاء الأفارقة بالفيفا، من أجل التصويت لقطر، الشيء الذي، و إن صح بعد التحقيق الكامل، سيسحب لا محالة شرف التنظيم من دولة كانت ستكون أول دولة عربية تحظى به، حسب ما صرح به نائب الإتحاد الدولي لكرة القدم صبيحة أمس الأحد.
عندما فازت قطر بشرف التنظيم، سعدنا لبلد عربي يفوز بالتنظيم أمام عمالقة العالم، و كنا نتساءل في المغرب، كيف حظيت هذه الدويلة بذلك منذ أول وهلة، رغم ضعف تاريخها الرياضي، بيد أن المغرب لم ينل هذا الشرف خلال أربع محاولات سابقة.
أثبتت الأيام إذن أن الجواب سهل جدا، و هو الرشاوي، التي أبدا لم يفكر فيها أي بلد من قبل، إلا قطر التي تظن بأن بمال غازها فقط ، قادرة هي على إنجاز المعجزات، بينما الصحيح هو أن المال لوحده لا يكفي.
صحيح لم يكن المغرب في الأخير أول بلد عربي ينظم كأس العالم كما تمنيناه منذ 1994، لكنه إستطاع أن يثبت للعالم و للفيفا على أنه قادر على إنجاح أعلى التظاهرات و خير دليل إستضافته الناجحة لمونديال الأندية العام الماضي.
هذا النجاح، لربما كنا أكبر المحسودين عليه من دول مثل قطر، التي تخشى من عدم تحقيق و لو ثلث نسبة هذا النجاح حتى بضخها كل أموال الغاز.
لكن السؤال الذي لربما سيطرح نفسه بشكل كبير الآن هو، لماذا لا نعاود الكرة مرة أخرى و يتقدم المغرب بطلب تعويض قطر؟ أظن أن الإمكانية قد تصير متاحة مع ما كسبه بلدنا من تجارب في السابق. الأكيد، أن الأمر إذا حصل، فإنه سينصف تاريخ المغرب حتى يصير أول بلد عربي ينظم المونديال كما تمناه منذ زمن بعيد.