دعا رئيس جماعة الدعوة و التبليغ بالمغرب البشير اليونسي إلى ضرورة الحفاظ على اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن و وسيلة واجبة لفهم القرآن و تدبر آياته و قال في محاضرة ألقاها بالمركب الثقافي بالناظور مساء الثلاثاء 24 ماي الجاري، إن عدم العلم باللغة العربية قد يغير معاني القرآن و يؤدي إلى فهم سيء لآياته و مضامينها بشكل قد يؤدي إلى الانحراف الواضح عن جادة الصواب خصوصا على مستوى العقيدة واستطرد موضحا » و ما كان امتناع كبار سادة مكة على رأسهم أبو لهب و أبو طالب عن النطق بكلمة التوحيد إلا عندما فهموها فهما صحيحا و أدركوا بأن نطقهم لها، سيغير حتما مسار حياتهم و يقلبها رأسا على عقب أي من الكفر إلى الإيمان ».
و ندد البشير في المحاضرة التي جاءت في إطار جولة وطنية تقوم بها الجماعة من أجل التبليغ و التوضيح و الترشيد و نشر مفاهيم الدين الصحيحة المبنية على الاعتدال و التسامح، بالأحكام الجاهزة التي تطلقها بعض الجهات، تهدف إلى التبديع و التكفير و التجريح، مشيرا إلى الحنفية السمحة للإسلام و رحمة الله الواسعة التي عمت المسلم و الكافر، و قال إن الإسلام لم ينتشر بالسيف أو العنف او القتال ، وهذا الأخير لم يكن إلا في حالة استثنائية، و هي الحالات التي يضطر فيها المسلمون إلى الدفاع عن أنفسهم و عن دينهم وتنتهي خلال ساعات و في مدة محدودة إما بالنصر والفتح أو بالاستشهاد.
و في هذا السياق أوضح المتحدث نفسه بأن كلمة الجهاد في القرآن، كلمة واسعة جامعة لا تعني بالضرورة القتال بل تعني في غالب الأحيان جهاد النفس و الهوى و الشيطان و هي تعني المقاومة و الممانعة، وهذا هو الجهاد الأكبر و المستمر.
و في موضوع المرأة أبرز كبير جماعة الدعوة و التبليغ بالمغرب في محاضرة تميزت بالحضور المكثف لأعضاء جاءوا من مختلف مناطق المملكة، وبالاستغناء عن الكراسي و الجلوس على أرضية القاعة و فوق خشبتها، بأن المرأة و الرجل متساويين في الحقوق و الواجبات « لأن الله سبحانه و تعالى يحمل المسؤولية للمرأة و الرجل في حالة اعوجاج الأبناء مصداقا لقوله تعالى » قوا أنفسكم و أهليكم نارا » لأن الأبوين هم السبب في استقامة أو اعوجاج الأبناء لأن هؤلاء يولدون على الفطرة و يتأثرون تأثيرا مباشرا من أفعال الأبوين داخل الأسرة باعتبار الأخيرة أول محضن يتربى في الأبناء و يستقون القيم الأخلاقية منها. و من هذا المنطلق شدد البشير في المحاضرة الثانية و الخمسون بالمغرب على ضرورة احترام الأبوين لمراحل الدعوة و التبليغ التي تبتدئ من الأسرة و الأهل لتتوسع تدريجيا لتعم كافة الناس بروح من الفعالية و الانفتاح من اجل المساهمة الفعلية في تبليغ الرسالة و إصلاح ما يمكن أصلاح من تدين الناس و أخلاقهم