يتوقع أن تجد حكومة عبد الإله بنكيران نفسها في موقف حرج إزاء من يتوقون إلى معرفة حقيقة راتب البلجيكي إيريك غيريتس، مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، بعد أن ظل طي الكتمان منذ تعيينه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب، وأصرت الجهات المسؤولة على موقفها حيال الجدل الذي أثير بشأنه.
و ستكون حكومة عبد الإله بنكيران في موقف حرج على اعتبار أنه سيصعب عليها الإفصاح عن راتب غيريتس، سيما أن شخصاً واحداً فقط من يعرفه، إلى جانب الدوائر العليا، و هو علي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربي المعين، خلفا للجنيرال حسني بنسليمان. و لا يحق للحكومات، حسب القوانين المعمول بها من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، التدخل في شؤون اتحادات كرة القدم، فضلاً عن أن الموضوع ظلّ، حسب التقاليد المعمول بها مغربياً، في يد القصر.
و كان حزب العدالة والتنمية، المعين أمينه العام عبد الإله بنكيران، أخيراً، رئيساً للحكومة، أقام الدنيا و لم يقعدها، تحت قبة البرلمان، للكشف عن القيمة الحقيقية للتعاقد مع البلجيكي إيريك غيريتس، معتبراً أن من حق الشعب المغربي أن يعرف راتب مدرب المنتخب الوطني، خاصة أن الأموال التي يحصل عليها الأخير تؤدى من مال دافعي الضرائب.
و لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ وصف مصطفى الرميد، و هو أحد أبرز وجوه العدالة والتنمية، لدى حضوره ضيفا على برنامج “نقط على الحروف”، الذي تبثه القناة الثانية، تحفظ وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط عن الإفصاح على القيمة الحقيقية لراتب غيريتس، بأنه “نوع من الاستبداد”، قائلا: “هذه الممارسات تمثل، صراحة، الاستبداد، و التخربيق، وجميع مظاهر التخلف. يلزم الشفافية، هذا مال عام، هذا المدرب ينبغي أن نعرف كم يحصل، فمن حقنا نحن المغاربة أن نعرف، وأن نقول رأينا في الموضوع، و هل هو ملائم أو غير ملائم، أما أن يأتي شخص و يحصل ما يرغب، فهذا مرفوض”.
يشار إلى أن موضوع راتب البلجيكي إيريك غيريتس كان أثار جدلاً واسعاً حتى قبل أن يعلن عن التعاقد الرسمي معه، بتاريخ 5 يوليوز 2010، إذ ذكرت صحيفة فلامانية، حينها، أن الرجل، الآتي من السعودية، حيث كان يعمل مدربا للهلال، سيحصل على الأرجح على راتب بقيمة 250 مليونا كل شهر، و هو ما نفاه وزير الشباب و الرياضة جملة وتفصيلاً، قائلاً إن راتب غيريتس “أقل من ذلك بكثير”.
يشار أيضا إلى أن غيريتس نفسه رفض الإفصاح عن حقيقة راتبه، في الندوة الصحفية التي قدم خلالها لرجال الإعلام، وهي الندوة التي مهد لها “حواريو” الجامعة الملكية لكرة القدم بمطالبة الإعلاميين المغاربة، في الكواليس، بـ”الإحجام عن إحراج الرجل”، و”الاكتفاء بأسئلة خفيفة”، وإن أمكن “التحريب به فقط”