وكان للمدربين الأجانب نصيب” الأسد”، حيث تعاقب على تدريب المنتخب الوطني 6 مدربين أجانب منذ سنة 2000 كلهم فشلوا في تقديم الإضافة المرجوة منهم، وتم فسخ عقودهم قبل نهايتها بطريقة ودية، ومنحهم تعويضات مالية ضخمة كـ “مؤخر صداق”.
وبدأ هذا المسلسل البئيس الذي كانت آخر حلقاته بعنوان ” إيريك غيريتس، في سنة 2000 مع المدرب هنري كاسبرزاك الذي قاد المنتخب الوطني لخروج مبكر من كأس إفريقيا، ليتقرر الانفصال عنه، وتعويضه بالبرتغالي أومبرطو كويليو الذي لم يكن أحسن حالا من سلفه بعد أن عجز عن قيادة المنتخب الوطني إلى الدور الثاني من “كان” 2002، ليغادر هو الآخر بعد أن ملأ جيوبه بأموال طائلة.
وشكلت الفترة الممتدة مابين 2004 و2006 استثناء، حين تخلت الجامعة عن عقدة الأجنبي مؤقتا، ومنحت تدبير شؤون المنتخب الوطني لمدربين محليين، هما على التوالي، بادو الزاكي في 2004 و محمد فاخر في 2006، وحقق المنتخب الوطني مع الزاكي ثاني أبرز إنجاز للكرة المغربية على المستوى القاري، بعد أن بلغ نهائي كأس إفريقيا في تونس وانهزم في اللقاء النهائي أمام منتخب البلد المنظم.
وبعد إقصاء النخبة المغربية من كان 2006 بمصر، تحت قيادة محمد فاخر، عادت الجامعة لعادتها القديمة، واختارت أن ترتمي في أحضان المدربين الأجانب من خلال التعاقد مع هنري ميشال الذي فشل في قيادة المنتخب إلى التألق في كأس إفريقيا 2008، لتتم إقالته وتعويضه بفيليب تروسي الذي أقيل من مهامه دون أن يخوض أي لقاء مع الفريق الوطني وحصل على تعويض مالي مهم، علما أنه لم يتم الكشف عن أسباب هذا الأنفصال، وتولى بعد ذلك لومير مهمة قيادة “الأسود” ولم يكن حاله أفضل من سابقيه، قبل أن تكتب فصول آخر حلقة من حلقات هذا المسلسل مع البلجيكي إيريك غيريتس.
وباتت الجامعة مطالبة أكثر من أي وقت مضى أن تستفيد من هذه الأخطاء الفادحة وأن تعطي الفرصة للمدرب المحلي لأنه الوحيد القادر على تحقيق النتائج المرضية، والتجارب العالمية تؤكد ذلك، فأبرز المنتخبات المتألقة دوليا لديها مدربون من أبناء البلد، في مقدمتها منتخب “لاروخا ” بطل أوروبا والعالم.