المنتخب : أوصابر
دخل شباب الريف الحسيمي مرحلة ما بعد فترة الانتقالات الشتوية بعزيمة وإصرار على تجاوز مطبات مرحلة الذهاب، ولعنة النتائج السلبية التي طبعت بدايتها ونهايتها سواء مع السويسري زرماتن أو مع الحسين أوشلا، لكن المتغيرات التقنية بعودة حسن الركراكي للإشراف على الفريق الحسيمي رفقة مساعده محمد سعيد الزكري أعطت ما كان مرجوا منذ أول مواجهة، غير أن ذلك لم يستمر لأن دوام الحال من المحال خاصة في عالم المستديرة التي قد تدير ظهرها في أي وقت وحين، وتبقى الحصيلة رغم ذلك ضامنة للبقاء في قسم الأضواء إذا ما استغل فارس الريف ما تبقى من لقاءات لتحقيق المراد وكسب مزيد من النقاط ومزيد من النجاعة والفعالية.
تلك أربعة كاملة
لم يفوت حسن الركراكي والمجموعة فرصة الإستقبال في أول دورة من مرحلة الإياب ليحقق ثلاث نقط غالية لها أكثر من طعم، بإعادة البهجة للأنصار والمحبين، وتكريس التفوق في ديربي الشمال، وتقديم مستوى تقني استحسنه كل الممتبعين، تلتها ثلاث مباريات سمان إثنتان داخل الميدان أمام أولمبيك خريبكة أداء ونتيجة وفي ديربي الشرق بمواجهة النهضة البركانية، ثم فوز خارج الديار على القرش المسفيوي، ليصبح شباب الريف بطل تلك الدورات بدون منازع، حيث حقق العلامة الكاملة بأربعة انتصارات في أربع مباريات أضافت لرصيده 12 نقطة، لم يتسطع الفريق في المرحلة الأولى إدراكها إلا في الدورة الثانية عشرة رفقة أوشلا الذي خلف زرماتن وإلا لكان الفريق يصارع في أسفل الترتيب مع مدرب سويسري حديث العهد بالبطولة المغربية متقلبة الأطوار، وهي بداية موفقة زكت تكهنات الركراكي بإعادة التوهج للفريق، وأراحت بال الجماهير الحسيمية التي عانت من مرحلة عصيبة وإجتاحتها وساوس الهبوط.
خماسية خاوية
المرحلة التي يعيشها شباب الريف الحسيمي في آخر خمس دورات تشبه كثيرا مرحلة زرماتن السويسري خاصة فيما يخص تحصيل النقط، ففارس الريف تعادل في لقاءين أمام كل من الجيش الملكي بالجديدة وأمام الوداد الفاسي بملعبه، لكنه تجرع طعم الهزيمة ثلاث مرات سواء بشيبولا بسقوطه في مواجهته للنادي القنيطري أو خارج قواعده أمام الرجاء بعدما كاد يعود بأغلى نقط في تاريخه لو أنصفه التحكيم، ثم اندحر بسلا في مواجهته للجمعية السلاوية التي استغلت الغيابات الكثيرة في صفوف شباب الريف وآمنت بحظوظها كاملة حتى الدقائق الأخيرة التي حصدت منها نقط المباراة. فما تحقق في عهد المدرب السويسري زرماتن في بداية الموسم الجاري حصل عليه فارس الريف في هذه الدورات مع اختلاف كبير في الكيفية التي ينهزم بها الفريق من الناحية التقنية، ويبقى الرهان هو العودة للنتائج الإيجابية عبر مواجهات صعبة للغاية، لكنها تبقى غير مستحيلة في دنيا كرة القدم التي تؤمن بالأداء داخل الملعب دونما النظر إلى التاريخ أو الجغرافيا.
تحليلات تقنية
في كل مباراة يقدم حسن الركراكي دفوعاته خلال الندوات الصحفية بخصوص ما يجري في المباريات، إذ يركز بعد كل لقاء على النفسية التي أصبح يتمتع بها لاعبوه، والعقلية التي أضحت العناصر الحسيمية تفكر بها بعد نشوة المقابلات الأولى معه، حيث تشبعوا بفكرة الفوز بغض النظر عما قد يحدث من تقلبات تقنية وفنية تجعل من الفريق يخرج خاوي الوفاض، وكثيرا ما لمس المتتبع ذلك خاصة عندما إنتهت بعض المواجهات بهزيمة الفريق أو تعادله بملعب ميمون العرصي، فهزيمتهم أمام النادي القنيطري يمكن اعتبارها لدغة نتيجة لإندفاع كلي بحثا عن الإنتصار دون تحصين دفاعي، وعودة وداد فاس بنقطة من ملعب شيبولا له ما يبرره لدى الركراكي الذي لم يجسد الفعالية في لعب أشباله رغم سيطرتهم الميدانية.