محمد بوداري
تتواصل الانتقادات التي يتعرض لها فرحات مهني، زعيم الحركة من أجل الحكم الذاتي بمنطقة القبايل، وذلك على خلفية زيارته الأخيرة لإسرائيل في شهر ماي 2012، حيث دفعت بعض الأصوات في اتجاه تجريده من الجنسية الجزائرية، في ما اعتبره البعض الآخر مجرد لعبة في يد إسرائيل لتنفيذ سياستها في الجزائر.
وإذا كان مشروع فرحات مهني لا يجد إجماعا كليا لدى القبائل فإن الكثير من أتباعه يرون فيه الزعيم الذي سيقودهم نحو النصر على دولة العسكر بالجزائر و”إيديولوجيتها العروبية” التي تمادت في تهميش القبائل وتقتيلهم ومحاولة القضاء على هويتهم الامازيغية.
وفي مقابل الانتقادات التي يتعرض لها المغني القبائلي، فإن هذا الأخير يواصل مشروعه الهادف إلى توفير كل مقومات الحكم الذاتي لمنطقة القبائل.
وقد أفادت جريدة النهار الجزائرية، استنادا إلى مصادر تقول أنها جدّ موثوقة، أن ”فرحات مهنّي”، زعيم حركة المطالبة بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل، أو ما يعرف اختصارا بـــ”MAK”، “تحصّل على ضمانات من بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي، لرعاية مشروعه الخاص باستصدار عملة نقدية خاصة بمنطقة القبائل.”
وأضافت النهار أن “مهني” حصل على “تطمينات بحماية هذه العملة على المستوى العالمي حتى لا تتدنّى قيمتها.”
وتواصل حركة ”الماك” إستراتيجيتها الهادفة إلى استقلال منطقة القبائل ذاتيا عن باقي الجزائر، فبعد الانتهاء من مشروع بطاقة الهوية القبائلية، وتنصيب حكومة قبائلية مؤقتة، شرع مؤخرا مسؤولون من الحركة في إطلاق مشروع لاستصدار عملة نقدية قبائلية.
وتشير ذات الجريدة إلى أن ”فرحات مهنّي”، كان قد كلف ابن شقيقته المدعو ”إ. م”، المنحدر من قرية ”لمصلى” ببلدية ”إيلولة أومالو”، وهو مختصّ ومصمّم رسوم بيانية والأنفوغرافيا، مزدوج الجنسية ويقطن في فرنسا، تحصّل على الجائزة الأولى في مسابقة بطاقة الهوية القبائلية، كلّفه في حدود سنة 2009، بمهمة إنجاز تصاميم خاصة بعملة وأوراق نقدية قبائلية، تكون من عدّة فئات وتحمل تعاليم وكتابات بــ ”تيفيناغ” مع صور لشخصيات قبائلية.
وقد تمكن “إ.م” وفي ظرف زمني لم يتعدًّ العامين، من تصميم عملة أمازيغية أطلق عليها تسمية ”أذريم”، مع مجموعة أوراق نقدية من عدّة فئات ”10، 20، 50، 100، 200 و300”، تتطابق مع تعليمات زعيم الحركة، كُتب في أعلى الورقة بــ”تيفيناغ، ”ثاذريمت إيمازيغن” أو ”عملة الأمازيغ”، وفي داخلها عبارات تشير إلى مقتطفات من تاريخ قضية الهوية الأمازيغية، مع صور لزعماء وشخصيات أمازيغية، بعضها تاريخية كماسينيسا وديهية، وأخرى معاصرة كمولود معمري ومعطوب لوناس.
وأشارت مصادر مقرّبة، حسب جريدة “النهار” دائما، أن زعيم حركة ”الماك”، تمكّن “خلال الزيارة التي قادته نهاية شهر ماي المنصرم إلى إسرائيل، من إقناع مسؤولين إسرائيليين برعاية مشروعه، وتحصّل على عدّة ضمانات منهم بدعم مشروع حكمه الذاتي.