قال ضابط صف سابق يدعى المريني مصطفى إنه تعرض للضرب والإهانة أثناء اعتقاله في مخفر للدرك الملكي بالقاعدة العسكرية بالقنيطرة، وكشف ان الدركيين الذين كانوا يحققون معه بصقوا في وجهه، وأن أحدهم قام بالتبول عليه. ولم يذكر هذا الضابط الذي كان يتحدث على فيديو بثه على موقع “يوتوب” متى تم ذلك ولا الأسباب التي دفعت الدركيين إلى معاملته بتلك الطريقة المهينة، إلا أنه حكى قصة وصوله إلى المخفر وهي قصة مؤلمة ومؤثرة وحزينة.
بدأ ضابط الصف السابق بالتعريف بنفسه، وقال إنه قضى 20 سنة في الجيش 10 سنوات منها في الحرب في الصحراء. وكان قد التحق بالجيش في الفاتح من سبتمبر 1975، وبعد تخرجه كضابط صف في فرقة المظليين أرسل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في دورة تكوينية، وبعد عودته شارك في عمليات تمشيط في الصحراء، كما شارك في عدة معارك بالصحراء في الفارسية وكلتة زمور وأوسرد وتشلة، وساهم في بناء الجدار الأمني. وخلال مساره العسكري تلقى رسائل التنويه من الملك الراحل الحسن الثاني، ومن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، كما تم توشيحه بأوسمة الفخر.
وعلى إثر توقيع وقف إطلاق النار عام 1991 انتقل إلى الداخلة، وذات يوم احس بالتعب ولما خضع لكشف طبي اكتشف أنه مصاب بمرض السكري من درجة متقدمة مما حتم تنقيله إلى القاعدة الجوية بالقنيطرة حتى يكون بالقرب من المستشفى. وذات يوم، ودائما حسب شهادته، سيتم توريطه في قضية يدعي أنه برئ منها رغم أنه لايفصح عن موضوعها. فتم استدعائه من قبل مخفر الدرك الموجود بالقاعدة واعتقل لمدة ثمانية أيام تعرض خلالها للضرب والإهانة والبصق والتبول عليه، وبعدها أحيل على المحكمة العسكرية التي أدانته بسنة سجنا نافذا، قضى منها تسعة أشهر افرج بعدها عنه بعد أن تدهورت صحته، لكن بعد أن فقد بصره بنتيجة مرض السكري، وأدخل إلى المستشفى فبترت ساقه نتيجة لنفس الداء.
ويحكي ضابط الصف السابق، أن زوجته التي كانت تعوله هو وأبنائهما الثلاثة من آلة الخياطة التي كانت تشتغل عليها بسوق القريعة بالدار البيضاء، سقطت هي الأخرى مريضة نتيجة مرض مزمن. وذات يوم قررا التوجه إلى مؤسسة الحسن الثاني للشؤون الاجتماعية لأفراد القوات المسلحة الملكية في الرباط، لكن الحرس رفضوا السماح له بمقابلة المسؤولين بها فعاد أدراجه إلى الدار البيضاء وتوجه هذه المرة إلى الكنيسة الموجودة بحي 2 مارس بالدار البيضاء.
ولما حكى قصته على راعي الكنيسة الأب آرلوند، أشفق عليه هو وزوجته وقرر أن تتحمل الكنيسة مصاريف دوائهما شهريا. ويختم ضابط الصف شهادته المؤلمة بالقول لو أن التاريخ عاد به إلى الوراء، إلى الفاتح من سبتمبر 1975 لاختار أن يؤسس فرقة لـ “الشيخات” بدل الالتحاق بالجيش الملكي، لأن مصير الشيخات في هذا البلد أحسن من مستقبل من قاتلوا وضحوا بحياتهم من أجل هذا الوطن…على حد تعبيره!