عمت الشارع المغربي حالة ممزوجة من الحزن والغضب في أعقاب إقصاء المنتخب الأولمبي من كأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة إثر إنهزامه أمس السبت أمام المنتخب الأولمبي التونسي بملعب رادس بهدفين نظيفين.
وسجل المغاربة بكثير من الإستغراب الطريقة التي جرى بها تدبير مباراة العودة بتونس إن على المستوى التكتيكي أو الرياضي، فإلى جانب الأخطاء التي كانت لها تداعيات سلبية على مستوى الإختيارات التكتيكية إلى درجة أنها حولت المنتخب المغربي إلى مجموعة من دون هوية ومن دون شخصية، كانت هناك إنحرافات سلوكية أظهرت اللاعبين المغاربة بمستوى أخلاقي غير مقبول، فمهما كانت أخطاء حكم المباراة مؤثرة ومصيبة بالغبن، ما كان على اللاعبين أن ينساقوا وراء التحرشات ويأتوا بالإنحرافات التي أخرجتهم من سياق المباراة وأخرجتهم عن توازنهم وهدوئهم وتركيزهم.
ومهما شجبنا الأداء التحكيمي الضعيف لحكم المباراة الموريتاني ومهما رفضنا بالمطلق حالة الهيجان التي كان عليها رجال الأمن التونسي الذين كلفوا بحماية الطاقم التحكيمي، فدفعهم إلى الإعتداء على اللاعبين المغاربة، إلا أننا لن نتفق على ردات الفعل اللارياضية التي أتى بها الأولمبيون المغاربة، لأن ما كان سببا في تحطم الحلم الأولمبي هو الرعونة التي أدار بها الأولمبيون المغاربة مباراتهم بتونس وهم من يملكون العديد من أوجه التفوق على نظرائهم التونسيين.
وقد أعاد سيناريو مباراة رادس أمس السبت ما كان نحذر منه كلما كانت منتخباتنا وأنديتنا في مواجهة الكرة التونسية، فقد كان من الضروري تحضير الأولمبيين المغاربة ذهنيا في المقام الأول لإحباط كل الأساليب الملتوية التي يلجأ إليها اللاعبون التوانسة لاستفزاز من يقابلهم في مباريات مصيرية كهاته.
عموما فإن إقصاء المنتخب الأولمبي من أول الطريق التصفوي للألعاب الأولمبية والذي سيكلف كرة القدم المغربية التغيب عن الأولمبياد القادم بريو دي جانيرو وهي التي حضرت دورة لندن سنة 2012، يمثل أول حالة فشل كبيرة في عهد فوزي لقجع رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فشل لا يتعلق بالقصور على مستوى الإمكانيات المادية بالنظر إلى أن الطاقم التقني تمتع بكل الصلاحيات وبكل الإمكانيات لإنجاز أفضل تحضير ممكن، ولكن الفشل هو فشل التدبير وفشل الإختيارات، فالجامعة مسؤولة عن إختيارها للطاقم التقني بقيادة بنعبيشة ومسؤولة عن الصلاحيات الممنوحة للمدير التقني الوطني ناصر لاركيت، ومسؤولة تلقاء ذلك عن الفشل في استقطاب اللاعبين المغاربة الممارسين بأوروبا والذين كانوا حضورهم سيغطي بلا شك على كثير من نواحي الضعف التكتيكي التي أبرزها لاعبونا في مباراة تونس.
وتبدو قوة الفشل ودراميته أمام النجاح الكبير الذي تحقق على عهد الهولندي بيم فيربيك في حقبة سابقة عندما نجح بوصفه مدربا للمنتخب الأولمبي في إيصال هذا الأخير إلى دورة لندن وإلى استقطاب العديد من اللاعبين الممارسين بأوروبا والذين أصبحوا اليوم إرثا بشريا للكرة المغربية، بدليل وجودهم النوعي والكيفي داخل المنتخب الأول من أمثال عبد العزيز برادة وعمر القادوري وزكرياء لبيض وعبد الحميد الكوثري وزهير فضال وياسين جبور وزكرياء بركديش.
يحتاج إذا هذا الإخفاق الكبير والمؤثر للمنتخب الأولمبي وهو أحد أبرز الحلقات في هرمية كرة القدم الوطنية إلى إجراءات فعلية تهم المعايير التي يتم على ضوئها اختيار الأطقم التقنية المشرفة على المنتخبات الوطنية والطريقة التي يتم بها تدبير المنتخبات الوطنية بحسب تسلسلها، فلا يمكن أن نقيم الدنيا ولا نقعدها عندما يخفق المنتخب الأول، ونحدث ثورة لا أول لها ولا آخر ونتعامل باستخفاف ولامبالاة مع إقصاء المنتخبات الوطنية الأخرى.
المنتخب – بدر الدين الادريسي
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]