انتفض ممثلوا وسائل الإعلام الوطنية، الذين رافقوا المنتخب الوطني للكرة إلى جنوب إفريقيا، في وجه، كريم عالم مستشار رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، علي الفاسي الفهري، خلال الندوة الصحافية التي عقدها رشيد الطاوسي اليوم (السبت 2 فبراير 2013)، بالرباط لتبرير إقصاء المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا للام الجارية حاليا بجنوب إفريقيا وستستمر إلى غاية العاشر من فبراير الجاري.
ولم يستسغ الصحافيون المذكورون حشرهم ضمن مصاريف الجامعة خلال مشاركته القارية الباهتة، إذ قال كريم إن الوفد المرافق كان يحصل على مصروف جيب يومي يبلغ 200 أورو (حوالي ألفي درهم) ضمنهم الصحافيون، فانتفض الصحافيون الذين رافقوا المنتخب إلى جنوب إفريقيا محتجين على الكذب عليهم “في وجههم” حسب تعبير احد الزملاء، الذي طالب كريم العالم بتوضيح من يقصدهم بكلامه مؤكدا انه لم يكن ضمن وفد الجامعة ولم يتسلم من الجامعة مصروفا للجيب..فرد عليه كريم عالم قائلا: “أنت برئ”..هذا الجواب استنفر رجال الإعلام الآخرين، الذين سافروا إلى جنوب إفريقيا لتغطية الحدث، فاستدرك عالم انه يقصد أعضاء لجنة الإعلام التابعين للجامعة، في الوقت الذي لم يبدوا على وجوه بعض الصحافيين الذين رافقوا المنتخب إلى جنوب إفريقيا أي علامة استغراب مما قاله عالم، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول حقيقية مصروف الجيب هذا، الذي منحته جامعة الكرة إلى الصحافيين إن كان عبارة عن “رشوة مغلفة” لعدم نقل حقيقة ما كان يجري هناك بجنوب إفريقيا، سيما أن الصحافة فضحت ما كان يفعله الأعضاء الجامعيون في “معسكر الليالي الحمراء” بماربيا بإسبانيا العام الماضي، قبل المشاركة الباهتة، التي بصم عليها “الأسود” العام الماضي في كأس إفريقيا التي احتضنتها غينيا الاستوائية والغابون.
وأوضح عالم أن الوفد الذي كان يتكون من 45 عضواً كان يحصل على مصروف جيب يومي حدد في 200 أورو، معلنا أن الطيران كلف الجامعة ما يقارب 50 مليون سنتيم، الفندق والتغذية 190 مليون سنتيم، كراء ملاعب التداريب 10 ملايين، اللوازم الرياضية 60 مليون سنتيم، تكلفة المباريات الثلاثة الودية (كراء ملعب المباريات، التحكيم، الصحة و الأمن) 50 مليون سنتيم و20 مليون تخص التطبيب، مشيرا إلى أن التكلفة الإجمالية للمشاركة المغربية حددت في 750 مليون سنتيم “عكس ما تم تداوله من الصحافة المحلية والأرقام الخيالية التي وضعت في وقت سابق”، يقول كريم العالم.
جدير بالذكر ان كريم عالم سبق “طرده” من الجامعة من طرف الرئيس السابق الجنرال حسني بنسليمان، بسبب “سوء التدبير والتسيير” قبل أن يعود من جديد في عهد الفاسي الفهري، لأسباب يعرفها رئيس الجامعة لوحده.
وكانت ثلاث صحفيات مغربيات واكبن مسار المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم ببلد البافانا بافانا، وسط 22 صحفيا وتقنيا مغربيا، فبالإضافة إلى دنيا لحرش المكلفة بالتواصل داخل المنتخب المغربي والتي تقوم بعمل في إطار مهمة رسمية بحكم اشتغالها مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومهندسة الصوت سعاد كابي عن القناة الثانية، فإن نادية السوسي موفدة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية هي الصحفية الميدانية الوحيدة التي جاءت إلى جنوب إفريقيا لتغطية الحدث لفائدة منبر إعلامي وهو القناة الأمازيغية.
وتعتبر نادية السوسي من الوجوه التي تكتشف إفريقيا لأول مرة، بعد أن استأنست بملاعب الكرة في المغرب من خلال نقلها لبعض مباريات شباب الريف الحسيمي وحسنية أكادير، والمباراة الدولية التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الموزمبيقي في مراكش.
وإذا كانت السوسي قد أنهت مهمتها بإقصاء المنتخب المغربي، فإن طاقم دوزيم قرر الاستمرار في تغطية الحدث القاري من خلال فريق عمل مكون من مصطفى طلال ومراد المتوكل إلى جانب فريق تقني مكون من مجيد عزيز وعثمان مواضيع وسعاد كابي مهندسة للصوت وعبد اللطيف الفرخ المكلف بالإنتاج وياسر اسماعيل لتأمين الاتصالات ثم نور الدين زريبرة كتقني، وفي كل مباراة ترتدي سعاد بدلة العمل وتضع على رأسها قبعة فتبدو كرجل في معترك العمليات لا تكل من النزول إلى أرضية الملعب والصعود إلى غرفة التعليق وفي يديها هاتف لا يتوقف عن الرنين.
ظلت سعاد تؤمن المراسلات اليومية والبث المباشر مع القناة الثانية من جنوب إفريقيا وتسهر على تأمين جودة الصوت وسط زمامير الفوفوزيلا، وقال مصطفى طلال: «إن مساهمتها كانت فعالة في إنجاح تغطية الكان، وهي من أبرز مهندسات الصوت في المغرب بأداء محترف وراق».
في جنوب إفريقيا كل الزملاء الصحفيين المغاربة يحفظون عن ظهر قلب الرقم الهاتفي لدنيا لحرش، يبحثون عن أخبار المنتخب «الرسمية» يبرمون مواعيد مع اللاعبين، تدلل الصعاب للوصول إلى الخبر وحين يستعصى عليها الأمر، تحيلك على الحلول البديلة. دنيا لها إلمام بالصحافيين تعرفهم وتحاول مساعدتهم دون أن تتجاوز الخطوط الحمراء التي تضعها الجامعة، ولأنها اشتغلت في الإعلام المكتوب والمسموع ومع شركات إنتاج كالشركة المنتجة للقدم الذهبي وراسلت قنوات أيضا أجنبية كالعربية وإم بي سي، فإنها كونت شبكة علاقات واسعة مع الزملاء.
وبالرجوع إلى تاريخ الحضور الصحفي النسائي في نهائيات كأس إفريقيا، يمكن القول بأنه ضعيف جدا لاعتبارات ثقافية ومهنية أيضا، إذ أن أول صحفية رياضية واكبت الكان هي صاحبة الصورة الفاضحة غزلان السولامي التي واكبت دورة نيجيريا غانا قبل ثمان سنوات، إضافة إلى الصحفية فدوى غنام في دورة تونس 2004، بينما ظل الحضور محتشما ولا يتعدى الجانب التقني.
يونس جدي